منذ منتصف رمضان أصابني شيء غريب ، كنت مواظبا قبلها على صلاة الجماعة وقراءة القرآن وعلى الأذكار ، وعلى مختلف الطاعات ، أما الآن فأشعر بخفقان سريع في قلبي ، وبرغبة شديدة في البكاء ، وبرودة في الأطراف ، وارتفاع في درجة الحرارة ، في العنق والظهر وبالتعب والإرهاق الغير مألوف ، وأصبحت أتمنى الموت ، وأحس بالعجز والكسل وفقد الهمة في الطاعة ، بسبب ما يأتيني في خاطري من أفكار كفرية . وأصبحت أشعر بالنفاق ؛ لأن نفسي تحدثني بالكفر ، وأنا أقاومها بالصلاة ، لكن سرعان ما تعود لي هذه الأفكار والأعراض التي ذكرتها ، أنا خائف ، أرجوك ساعدني ، هل هذه أعراض عين أم مس أم سحر؟ وإن كان كذلك ، فما الحل؟
يشعر باضطراب نفسي ولا يعلم ما هو سببه
السؤال: 222787
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
قد يكون ما تشكو منه بسبب عين أو مس ، وقد يكون مرضا عضويا أو نفسيا . لا نستطيع أن نجزم بسبب ذلك .
ولكن الذي ينبغي عليك أن تفعله هو أن لا تكون أسيرا لهذه الأوهام ، أو الآلام ، فتستسلم لها.
إن علاج ما ذكرت – مهما كان سببه – هو بالقرآن ، والرقية الشرعية ، والصلاة ، والدعاء ، فأكثر من ذلك ما استطعت .
ويمكنك أن ترقي نفسك بنفسك ، بسورة الفاتحة والمعوذات ، والأدعية النبوية ، ولا حرج عليك إذا طلبت المساعدة من أحد الصالحين ليقوم برقيتك ، كما لا مانع أيضا أن تستشير بعض الأطباء النفسيين الثقات ، فكل ذلك من أسباب الشفاء ولا تعارض بينها .
ثانيا :
أما الوساوس التي تنتابك فلست الوحيد الذي تشكو من ذلك ، ولكنها لا تضرك ، بإذن الله ، ما دمت كارها لها .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: ” جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلُوهُ : إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ . قَالَ: ( وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ ) ، قَالُوا: نَعَمْ ، قَالَ: ( ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ ) ” رواه مسلم ( 132 ) . يعني : كراهة هذه الوساوس يدل على إيمان صاحبها ، لأنه لولا إيمانه لكان راضيا مستبشرا بها .
وعلاج هذه الوساوس يكون بكثرة ذكر الله تعالى ، والاستعاذة به من الشيطان الرجيم ، ثم بعد ذلك بالإعراض عنها وعدم التفكير فيها .
عن أَبي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا ؟ حَتَّى يَقُولَ لَهُ : مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ وَلْيَنْتَهِ ) رواه البخاري (3276) ، ورواه مسلم (134) .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى :
” قوله : ( مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ وَلْيَنْتَهِ ) أي عن الاسترسال معه في ذلك ، بل يلجأ إلى الله في دفعه ، ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة ، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها … وقال الطيبي إنما أمر بالاستعاذة والاشتغال بأمر آخر ولم يأمر بالتأمل والاحتجاج … لأن الاسترسال في الفكر في ذلك لا يزيد المرء إلا حيرة ، ومَنْ هذا حاله فلا علاج له إلا الملجأ إلى الله تعالى والاعتصام به ” .
انتهى من ” فتح الباري ” ( 6 / 340 – 341 ) .
وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (62839) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة