0 / 0

تريد البقاء في بلدها، وزوجها يريدها أن تعيش معه في بلد عربي

السؤال: 222792

أنا فتاة متزوجة منذ 3 سنوات ، ورزقت ببنت ـ الحمد لله ـ ، أعمل مهندسة في شركة اتصالات من قبل الزواج ، زوجي مهندس أيضا ، ونظرا لكثرة الديون سافر زوجي للعمل في بلد عربي آخر منذ سنة ، ـ والحمد لله ـ تمكن من تسديد الديون ، وتوفير مبلغا من المال لشراء قطعة أرض ، يزورنا زوجي بشكل منتظم ، لكن أتعبني البعد ، وابنتي في حاجة لأبيها أيضا ، عرض علي زوجي أن أسافر معه ، وأن أبقى في البيت ، لكن رفضت ، فنحن نستطع أن نعيش حياة طيبة في بلادنا ، ورفضت أن أبقى في البيت ؛ لأنه لم يكن اتفاقنا قبل الزواج . كنت أقول له دائما أنا وابنتك أهم من المال فلماذا الغربة وقد زال السبب ؟ ، فيقول : إن عملك وعائلتك أهم مني لذلك أنت لا تريدين أن تسافري معي . أرهقني الموضوع ، وآلمني كثيرا ؛ لأنني أود أن نعيش في بلادنا ومع الأهل ، فالحياة قصيرة ، فلم الغربة ، وفي نفس الوقت أخشي أن أفقد زوجي الذي أحبه فساعدوني علي حل هذه المشكلة. المال أم العائلة أيهما أهم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نسأل الله أن ييسر أمرك ، ويختار لك الخير، ويحفظ زوجك وبنتك من كل مكروه .
أولاً:
لاشك أن الغربة والبعد عن الأهل والأوطان صعب وشاق على النفوس ، وبقاء الزوج بين أهله وأولاده أفضل ، لكن قد يلجأ الإنسان إليها من أجل أن يوفر لأهله العيش الكريم.
ثانياً:
الغاية من الزواج أختي الكريمة حماية الدين وصيانة العرض ورعاية الزوج والأبناء ، والأصل أن الزوجة تكون مع زوجها في أي مكان يذهب إليه ، بل هو حال أغلب النساء اللاتي يتزوجن وأزواجهن يعملون في بلد آخر ، وكون زوجك في غربة فهو بحاجة إليك خصوصا وقد طلب منك السفر معه ، وأيضا من حق ابنتك عليك أن تتربى عند والدها وتشعر بحنانه وقربه ، فالواجب عليك شرعا مرافقة زوجك والسفر معه ما دام سيوفر لك الحياة الطيبة .
قال الإمام مالك رحمه الله : ” وللزوج أن يظعن [أي : يسافر] بزوجته من بلد إلى بلد ، وإن كرهت ، وينفق عليها ” انتهى من “تهذيب المدونة” (1/421).
وقد سبق بيان حكم سفر المرأة مع زوجها في جواب السؤال رقم : (138453) .
ثالثا:
بالنسبة لأهلك فبإمكانك زيارتهم في إجازة عمل الزوج ، ثم إن وسائل الاتصالات قربت البعيد ؛ فبإمكانك أن تتصلي بهم ، وتطمئني عليهم ، كلما اشتاقت نفسك إليهم .
وبالنسبة لعملك فيمكنك أن تتفاهمي مع زوجك على أن تعملي في البلد الآخر إن تيسر لك العمل المناسب ، ولم تتضرر الأسرة بذلك ، ولا تجعلي عملك عقبة في طريق استقرار حياتك الزوجية لأن نفقتك واجبة على زوجك .
وأخيرا
فالنصيحة لك أن تنصتي لصوت العقل ، والشرع أيضا ، وذلك يقول لك :
إن مصلحة الاجتماع مع زوجك ، ولم شمل الأسرة ، في مكان واحد ، أيا كان هذا المكان ، في بلدكم أو في بلاد الغربة هذه المصلحة لا يدانيها شيء آخر مما ذكرت ، ولا يصح أن يقارن بها مصلحة أخرى ، سواء مصلحة البقاء في بلدكم ، أو قربك من أهلك ، أو ما شئت من تلك المصالح الاجتماعية .
فالواجب عليك أن تجعلي هذه المصلحة هي الأساس ، وما دونها من المصالح : تبع لها .
فإن تيسر اجتماعكم في بلدكم ، فبها ونعمت .
وإن تعذر ذلك ، لظروف مادية أو اجتماعية ، أو لشيء آخر ، فرافقي زوجك في سفره واغترابه ، وحافظي على علاقتك به ، لا تخدشيها بشيء ؛ فضلا عن أن تجعليها على المحك ، أو في مهب الريح .
واعلمي أن طاعتك له ، وإكرامك لرغبته ، وسفرك إليه ، واجتماعك به ، من شأن ذلك كله أن يزيد القرب بينكما ، ويعطيكما الفرصة الكافية للتفكير الهادي ، واتخاذ القرار الملائم ، بعيدا عن التوترات والضغوط .
يسر الله لك أمرك ، وأصلح لك زوجك ، وأصلحك له ، وألهمك رشدك ، وأعاذك من شر نفسك .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android