0 / 0

حكم النظر إلى وجه المرأة الميتة الكبيرة التي جاوزت الثمانين

السؤال: 222890

توفيت جدتي مؤخراً بعد أن جاوزت الثمانين من عمرها ، وقد اختلف الحاضرون حول مسألة السماح لغير المحارم برؤية وجهها، فقال المانعون : إنها تأثم إن رآها غير المحارم ، وأنها ستعاقب على ذلك ، فهل هذا صحيح ؟ وإذا كان كذلك فكيف يمكن للميت أن يعاقب على ذنب لم يقترفه ؟ وهل يجوز بحال من الأحوال لغير المحارم رؤية وجهها إذا كان كامل جسدها مغطىً بما في ذلك شعرها ؟ ويرجى ملاحظة أنها لم تكن تغطي وجهها أصلاً حتى وهي حيّة.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
كرم الله الإنسان وصانه حيا وميتا ، فقال تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ ) الإسراء/70 ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا ) رواه أحمد (24730) ، وأبو داود (3207) ، وابن ماجه (1616) من حديث عائشة رضي الله عنها ، وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود “، قال ابن حجر في ” فتح الباري ” (9 / 113): ” وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ حُرْمَةَ الْمُؤْمِنِ بَعْدَ مَوْتِهِ ، بَاقِيَةٌ كَمَا كَانَتْ فِي حَيَاتِه ” انتهى.
جاء في فتاوى” اللجنة الدائمة-1 ” (24 / 423) : ” النظر إلى عورته ميتا كالنظر في عورته حيا ” انتهى.
وقد سبق بيان ذلك مفصلاً في جواب السؤال رقم : (127274) .
من هنا لا يجوز النظر إلى وجه المرأة المسلمة الميتة إلا من النساء أو محارمها الرجال , ولا يجوز هذا للأجانب , هذا من حيث الأصل .
وينظر : “بداية المجتهد” لابن رشد (1/241) ، “المغني” لابن قدامة (2/374، 391) .
ثانيا :
أما بخصوص المسألة الواردة في السؤال , فالذي يظهر أنه لا حرج من النظر إلى وجه المتوفاة ولو من الرجال الأجانب , لأنها كبيرة في السن قد تجاوزت الثمانين سنة , والمرأة الكبيرة يجوز النظر إلى وجهها حال الحياة , كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (111940) ، فلا حرج في النظر إليها أيضا حال الموت ، وإن كان الأولى ترك النظر لغير النساء والمحارم , فقد نص الفقهاء على استحباب أن يغطى نعش المرأة بثوب ليكون أبلغ في سترها , كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (171744) .
وإذا قدر أن هذه المرأة كانت صغيرة في السن ، وأنه لا يحل للأجانب أن ينظروا إلى وجهها ، فالخطاب بذلك إنما يتوجه للأحياء الذين ينظرون ، أو يمكنون الأجانب من النظر إليها ؛ وأما هي فقد ماتت ، وانقطع عملها ، فلا يلحقها شيء من إثم ذلك .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android