0 / 0

ما حكم قول : ” بِجاه ربي ” أو ” لولا ألطاف ربي ” ؟

السؤال: 223666

ما حكم قول ( بجاه ربي ) ، وقول ( جاب ربي ) ؟ يقصد في الثانية : لولا أن ألطاف الله .. ، الكلمتان في اللهجة التونسية العربية ..

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :

قول القائل : ” بجاه ربي ” إما أن يكون حلفا بجاه الله تعالى ، كأن يقول : وجاه ربي لأفعلن كذا ، أو يكون استحلافا ، كأن يقول : أسألك بجاه ربي أن تفعل كذا ، وكلاهما جائز ؛ لأنه حلف – أو استحلاف – بصفة من صفات الله تعالى ، وهي عظمته سبحانه ، إلا أن تركه أولى إذا كان في سؤال الناس .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

” التوسل بجاه الله إلى الله سبحانه وتعالى كأن تقول : أسألك بجاهك العظيم ، بعلمك العظيم ، برحمتك ، بإحسانك ، بجبروتك ، بعزتك ، كله طيب ، جاهه عظمته سبحانه وتعالى .

فإذا سأل الله بذلك فلا بأس ، يقول : اللهم إني أسألك بجاهك العظيم ، بعلمك العظيم ، بقدرتك ، بعزتك ، أن تغفر لي وأن ترحمني .

أما سؤال الناس بالله ، فإن تركه أولى ، لا يسأل الناس بالله ، [و] لا بجاه الله ، لا يقول : أسألك بالله ، وبجاهه سبحانه أن تفعل كذا ، فإن ترك هذا أولى وأحوط ” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب” (2/131) .

وانظر للفائدة جواب السؤال رقم : (3297) ، وجواب السؤال رقم : (191771) .

ثانياً :

قول القائل : ” جاب ربي ” يقصد : لولا ألطاف الله – على ما ذكره السائل من لهجتهم – : فهذا المعنى صحيح ؛ لأن قوله ” ألطاف الله ” مأخوذ من اسم الله ” اللطيف ” قال تعالى : ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الملك/14 .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :

” الذي لطف علمه وخبره ، حتى أدرك السرائر والضمائر ، والخبايا والخفايا والغيوب ، وهو الذي يعلم السر وأخفى . ومن معاني اللطيف : أنه الذي يلطف بعبده ووليه ، فيسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر ، ويعصمه من الشر ، من حيث لا يحتسب ، ويرقيه إلى أعلى المراتب ، بأسباب لا تكون من العبد على بال ، حتى إنه يذيقه المكاره ، ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة ، والمقامات النبيلة ” انتهى من ” تفسير السعدي ” (ص/876) .

فقول القائل : ” لولا ألطاف ربي ” كقول القائل : ” لولا رحمة ربي ” و ” لولا نعمة ربي ” ، وقد قال تعالى : ( وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) الصافات/ 57 .

فالمعنى صحيح ، لكن اللفظ غير معروف بذلك المعنى في لغة العرب ، فإن كان هذا هو المفهوم المتبادر من اللفظ في لغة السائل ، فإطلاقه سائغ لا حرج فيه .

والله أعلم . 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android