0 / 0
23,63131/07/2015

هل الجلوس على الركبتين أمام شخص منهي عنه ؟

السؤال: 223781

لقد قمت بطرح السؤال رقم : (223373) في وقت سابق حول حكم الانحناء لكبار السن وقد تمت إحالتي إلى جواب يذكر جواز الركوع للكبار في الإسلام ، وقد كان سؤالي محدداً حول حكم الانحناء بسبب وجود بعض أهل العلم في منطقتنا ممن يقولون : إنّ الانحناء أي الجلوس على الركبتين أمام الشخص يختلف عن الركوع أو السجود ، فأرجو توضيح المسألة بشكل يزيل اللبس حتى استطيع إطلاع أهلي على فتواكم فضلاً عن أنّ هذا الأمر يهم الكثيرين .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
لا يجوز الانحناء ولا الركوع ولا السجود لشخص ما ، مهما كان كبيرا أو عظيما ، وقد كره الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد قيام الصحابة له إذا مر عليهم أو دخل عليهم ، مع أنه مجرد قيام ، ليس فيه انحناء ولا ركوع ولا سجود .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ” لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا له لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ” رواه البخاري في كتابه ” الأدب المفرد ” (946) ، وأحمد (11895) ، والترمذي (2678) ، وصححه الألباني في ” سلسلة الأحاديث الصحيحة “(358) .
وتوعد الرسول صلى الله عليه وسلم من يحب أن يقوم الناس له بأنه بذلك قد استحق أن يدخل النار ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ) رواه أبو داود (4552) ، وصححه الألباني في ” سلسلة الأحاديث الصحيحة ” (357) .

ثانيا :
أما الانحناء أمام شخص آخر فهو منهي عنه . فقد سأل بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ” يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الرَّجُلُ مِنَّا يَلْقَى أَخَاهُ أَوْ صَدِيقَهُ أَيَنْحَنِي لَهُ ؟ ، قَالَ : ( لَا )، قَالَ : أَفَيَلْتَزِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ ؟ قَالَ : ( لَا )، قَالَ : أَفَيَأْخُذُ بِيَدِهِ وَيُصَافِحُهُ ؟ قَالَ : ( نَعَمْ) ” رواه الترمذي (2652) ، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (160).

والانحناء المنهي عنه هو أن يكون الشخص قائما ، فإذا مر به إنسان أو دخل عليه انحنى له .

أما إذا كانت الجماعة جالسة , وجلس بعضهم على ركبتيه فهذا لا بأس به ، وليس هو الانحناء الذي نهي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما دام الشخص الذي يجثو أمامه على ركبتيه : جالس هو الآخر ، وليس قائما ، والآخر جاث على ركبتيه ، ولا تظهر فيه صورة التعظيم ، أو المبالغة في شأن من يجلس إليه .

وقد وقع ذلك من بعض الصحابة أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ففي صحيح البخاري (3611) في أثناء حديث ….. : (حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ… إلخ الحديث) .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الشُّهَدَاءُ وَالنَّبِيُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَمَجْلِسِهِمْ مِنْهُ ) فَجَثَا أَعْرَابِيٌّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صِفْهُمْ لَنَا وجَلِّهِمْ لَنَا ، قَالَ : ( قَوْمٌ مِنْ أَقْنَاءِ النَّاسِ مِنْ نِزَاعِ الْقَبَائِلِ تَصَادَقُوا فِي اللَّهِ وَتَحَابَّوْا فِيهِ ، يَضَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يَخَافُ النَّاسُ وَلَا يَخَافُونَ ، هُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي . وصححه الألباني في ” سلسلة الأحاديث الصحيحة ” (3464) .

ثالثا:
ليس بصحيح أن الفتوى في موقعنا تجيز الركوع لكبار السن .
ينظر جواب السؤال رقم : (164865) ، و (133487).

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android