0 / 0

الدعاء بهداية الكافر من أجل الزواج منه

السؤال: 223834

ما حكم الدعاء بالهداية لشخص غير مسلم بالهداية للإسلام ، ثم الدعاء بالزواج منه بعد إسلامه ، ولكن يقوم ببعض الذنوب والمعاصي ؟ هل الإسلام يجب ماقبله حتى لوكانت المعاصي كبيرة مثلا (الشذوذ – الخمور – الزنا وغيرها ) أم أن دعائي بالزواج منه بعد أن يهديه الله ويتحول إلى الإسلام إثم بسبب فعله للأ فعال المذكورة ؟ أم أن دعائي جائز ؟ أريد معرفة إذا كان دعائي بالزواج منه بعد إسلامه جائز أم لا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
صاحبة الدين والعقل ينبغي أن تقيس الأمور بميزان الشرع والعقل لا بميزان العاطفة ، فإن الزواج ليس متعة ساعة ، بل حياة ممتدة ، وأسرة ، وبيت ، وأولاد ، وإذا لم يكن الزوج أهلا لذلك لم تجن المرأة غير التعاسة والشقاء .
كما يحسن بالمرأة المسلمة ألا تركن إلى وساوس الشيطان وتظن أنه لا يمكنها الزواج إلا بإنسان معين تعلقت به ، فإن هذا من الأوهام والأباطيل التي يبثها الشيطان في بعض النفوس ، ليوقعها في اليأس ، أو يحملها على ارتكاب الحرام .

ثانيا:
المسلم والمسلمة مأموران بغض أبصارهما عما حرَّم الله عليهما ، قال الله تعالى : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور/30 ، وقال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ… ) النور/31
ولله سبحانه من وراء هذا التوجيه الحكمة البالغة ، فإنه سبحانه رحيم بعباده روؤف بهم ، فجاء شرعه بما يرفع عنهم العنت والمشقة وأسباب العذاب النفسي والبدني ، ومن المعلوم أن العَين رسول القلب وبريده ، فإذا ما أرسلها صاحبها وقلّبها في الصور المشتهاة ، تعلق قلبه بتلك الصور ولا بد ، وانطبعت فيه ، ثم في أكثر الأحوال لا يستطيع الوصول إلى ما مراده منها ، فيشقى ويتعب . ولأجل ذلك جاء الشرع الحنيف بقطع أسباب هذا العناء ، فأمر بغض الأبصار ، فعلى المسلم امتثال هذا الأمر ليرضي ربه وليريح نفسه .

ثالثا:
يجوز الدعاء للكافر بالهداية ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة ، فقد ثبت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا لقبيلة دوس بالهداية فقال : ( اللهم اهد دوساً ) رواه البخاري (2937) ، ومسلم (2524) .
ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم لأم أبي هريرة رضي الله عنهما بالهداية .
قال العلامة ابن مفلح الحنبلي رحمه الله في “الآداب الشرعية” (1/368)، وهو يتكلم عما يجوز وما لا يجوز الدعاء به للكافر قال : ” وأما الدعاء بالهداية ونحوها : فهذا جوازه واضح ” انتهى .
وينبغي للداعي أن يحسن نيته بهذا الدعاء بأن يقصد تحقيق مرضاة الله سبحانه بإسلام الكافر ونجاته من عذاب الله ونحو ذلك من المقاصد الحسنة .
وأما أن يكون مقصوده ، أو بعض مقصوده : الزواج من هذا الشخص ، فلا شك أنه ، إن سلمت له نيته في أصل العمل ؛ فلن يسلم له قلبه من التعلق بشخص “كافر” في الحال ، على أمل ، أو توهم أنه سوف يكون “مسلما” في المآل ؟! ولا شك أن العاقل لا يدع الواضحات ، وينبي قصورا فوق الرمال !!

والذي ينبغي عليك فعله : أن تصرفي تفكيرك عن هذا الشخص تماما ، ولا تنشغلي به ، حتى ولو كان ذلك بالدعاء له بالهداية ، فإن ذلك سيزيد قلبك تعلقا به .
ثم إنك ذكرت عنه بعض الكبائر ورذائل الأخلاق ، التي تدل على انحراف صاحبها عن الفطرة السوية ، والسلوك الإنساني القويم ، حتى ولو كان كافرا ؛ فكيف يبقى لك تعلق بمثل ذلك ، أو أمل فيه أنه سوف يسلم ، وسوف يستقيم حاله ، وسوف يتقدم للزواج بك ، وسوف ، وسوف ، وسوف ؟؟ إن لم يكن هذا غرورا ، وأماني كاذبات ؛ فما الوهم والغرور إذا ؟!

فدعي عنك أمر هذا الرجل ، يا أمة الله ، وطهري قلبك من تلاعب الشيطان به ، ومن يستعفف ، يعفه الله .
نسأل الله تعالى أن يوفقك إلى ما فيه خيرك في الدنيا والآخرة .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android