تنزيل
0 / 0

لم يصح حديث في أن ترك طعام العشاء يورث الهرم

السؤال: 224112

ما صحة الأحاديث التالية ، وأنقلها لكم بمعناها :
) كلوا وجبة طعام منتصف الليل ولو كانت حفنة من تمر ، وإلا سبق الرجل الهرم (،
والحديث الثاني رواه أبو نعيم عن أنس بن مالك رضي الله عنه : ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا الناس لتناول الطعام أثناء الليل فكبر السن يأتي أسرع إن لم تتناول هذه الوجبة ) .
وهل يجب على الشخص تناول الطعام ليلا ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الأحاديث الواردة في السؤال وردت عن اثنين من الصحابة الكرام :
الحديث الأول :
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَدَعُوا الْعَشَاءَ وَلَوْ بِكَفٍّ
مِنْ تَمْرٍ ، فَإِنَّ تَرْكَهُ يُهْرِمُ ) .
رواه ابن ماجه في ” السنن ” (3355) وسنده ضعيف جدا ، فيه اثنان من الضعفاء .
الأول : إبراهيم بن عبد السلام ، قال فيه ابن عدي : ليس بمعروف ، حدث بالمناكير ،
وعندي أنه يسرق الحديث ، كما في ” الكامل ” (1/419) ، وقال الدارقطني : ضعيف . كما
في ” سؤالات الحاكم ” (ص101) .
والثاني : عبد الله بن ميمون ، واسمه فيه اشتباه ، وهو متردد بين راويين : أحدهما
ضعيف جدا ، والثاني مجهول .
قال الألباني رحمه الله – في حكمه على الحديث -:
” ضعيف جدا … وعبد الله بن ميمون إن كان هو القداح فهو متروك ، وإن كان غيره فهو
مجهول ، وقد رجح الأول الحافظ ابن حجر في ” التقريب “، ورجح الآخر المزي في ”
التهذيب ” قال : لأن القداح لم يدرك ابن المنكدر إن كان إبراهيم بن عبد السلام في
روايته عنه صادقا! ” انتهى من ” سلسلة الأحاديث الضعيفة ” (1/236) ، وانظر : تهذيب
التهذيب (6/49) .
وقد ضعف الحديث كل من الزركشي في ” التذكرة ” (ص147)، وابن عراق في ” تنزيه الشريعة
” (2/259) .
الحديث الثاني :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَعَشَّوْا وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ حَشَفٍ ، فَإِنَّ تَرْكَ
العَشَاءِ مَهْرَمَةٌ ) رواه الترمذي (1856) ، وهذا الحديث ضعيف جدا أيضا ، في سنده
عنبسة بن عبد الرحمن القرشي .
قال أبو زرعة : منكر الحديث ، وقال أبو حاتم : متروك الحديث ، كان يضع الحديث ،
وقال البخارى : تركوه ، وقال ابن حبان : هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به .
ينظر ” تهذيب التهذيب ” (8/161) .
وقال الترمذي بعد روايته للحديث : ” هذا حديث منكر ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ،
وعنبسة يضعف في الحديث ، وعبد الملك بن علاق مجهول ” .
ومما يؤكد ضعف الحديث أن عنبسة نفسه قد اضطرب في روايته ، فمرة يرويه عن راوٍ ،
ومرة أخرى يرويه عن راوٍ آخر .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
” تبين من الروايات أن عنبسة كان يضطرب في إسناده ، فمرة يقول : عبد الملك بن علاق
، ومرة مسلم ولا ينسبه ، وأخرى علاق بن مسلم ، وتارة عن موسى بن عقبة عن ابن أنس ،
وهذا ضعف آخر في الحديث ، وهو الاضطراب في سنده ” .
انتهى من ” سلسلة الأحاديث الضعيفة ” (1/236) .
وعلى هذا ، فهذا الحديث ، (سواء كان عن جابر أو أنس) شديد الضعف ولا يصح عن النبي
صلى الله عليه وسلم ، بل حكم عليه بعض العلماء بأنه موضوع .
انظر : ” الموضوعات ” (ص78) للصاغاني .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
” وبهذا يتضح أن هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدا ، ويحتمل أنه موضوع ” .
انتهى من ” مجموع فتاوى ابن باز ” (26/239) .
وإذا لم يثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يؤمر المسلم بالأكل ليلا ،
فإذا أكل ليلا أو ترك ذلك فهو مباح .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android