تنزيل
0 / 0

هل يجوز الحزن على رجل مات كافرا ؛ لأنه سيخلد في النار ؟

السؤال: 224598

هل يجوز للمسلم أن يحزن على وفاة شخص نصراني لأنه سيذهب للنار بعد موته ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

يجوز الحزن على الكافر إذا مات على غير دين الله ، إذا كان من باب الشفقة الإنسانية
العامة الغالبة ، كأن يحزن على أبيه أو أخيه إذا مات على غير الإسلام ، أو كان هذا
الرجل من أصحاب الأعمال الخيرية ، والمعونة للخلق ، وحسن الخلق ، ونحو ذلك من
الفضائل التي قد يتحلى بها أقوام ، وليسوا على دين الإسلام ، ولم يكونوا محادين
للدين وأهله .
وهذا من باب الرحمة العامة التي لا يلام عليها صاحبها ، كما لا يلام على حزنه على
موت الكافر يموت أمام عينه في حادث أو حريق أو نحو ذلك .

وهذا كما حزن النبي صلى الله
عليه وسلم على أمه وبكى عليها ، كما روى مسلم (976) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ
: ” زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ ، فَبَكَى
وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ ، فَقَالَ : ( اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ
لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا
فَأُذِنَ لِي ، فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ ) .
ورواه ابن أبي شيبة (11808) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
قَالَ : ” لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ
أَتَى حَرَمَ قَبْرٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِ ، فَجَعَلَ كَهَيْئَةِ الْمُخَاطِبِ ،
وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ فَقَامَ ، وَهُوَ يَبْكِي فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ ،
وَكَانَ مِنْ أَجْرَأِ النَّاسِ عَلَيْهِ فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ ، وَأُمِّي يَا
رَسُولُ اللَّهِ مَا الَّذِي أَبْكَاكَ ؟ قَالَ : (هَذَا قَبْرُ أُمِّي سَأَلْتُ
رَبِّي الزِّيَارَةَ فَأَذِنَ لِي ، وَسَأَلْتُهُ الِاسْتِغْفَارَ فَلَمْ يَأْذَنْ
لِي فَذَكَرْتُهَا فَذَرَفَتْ نَفْسِي فَبَكَيْتُ) قَالَ: فَلَمْ يَرَ يَوْمًا
كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ ” .
وصححه الألباني في “الإرواء” (3/225).

وكما حزن صلى الله عليه وسلم
على موت عمه على الكفر ، وكان يرجو إسلامه ، وكان يدعو الله له ، حتى نُهي عن ذلك .

وأما إذا كان الحزن عليه
منافيا للبراءة من المشركين ، أو مخلا بما تقتضيه من البراءة من المشركين ودينهم ،
وبغض ما هم عليه من الكفر بالله ، أو التهوين من كفرهم برب العالمين وإشراكهم به ،
أو اعتقاد أن ما عملوا من حسنة في الدنيا ، يشفع لكفرهم ، أو نحو ذلك من الاعتقادات
الفاسدة : فهذا حزن محرم باطل ، وهو خلل في عقيدة الولاء والبراء وما تقتضيه .

وقد سبق في جواب السؤال رقم
: (154727) أن الفرح بمهلك أعداء الإسلام
، وأهل البدع المغلظة ، وأهل المجاهرة بالفجور أمر مشروع .

وينظر جواب السؤال رقم : (6020)
، (109204) .
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android