0 / 0

طفلها الرضيع يريد منها أن تحمله دائما، وأبوه يغضب بسبب ذلك ويضربه

السؤال: 224792

كيف أتعامل مع زوجي ؟ أنا عندي طفل عمره 5 شهور ، منذ ولادته وهو يبكى دائما ، ويريدني أن أحمله وأكون بجواره طوال الوقت ، وزوجي كلما يراه يبكى ، يتعصب على الولد ويضربه على وجهه ، ويقول لي بأسلوب سيئ : أنت عودتيه على أنك تحمليه ، وأنا أقول له : مازال صغيرا ، لما يكبر سأتركه يبكي ، ولن أحمله ، وكل مرة تكون فيه مشاجرة بسبب هذا الموضوع ، وتطور الوضع إلى أنه قال لي : المرة القادمة سأضربك أنت ، وبقوة ، وأنت لا تعرفي تربي ، وتركني ولا يتكلم معي حتى الآن .
كيف أتعامل معه ؟ لقد مللت الإهانة ، وأنا الآن لا أتكلم معه ، أريده أن يعرف أنه غلط في حقي ، فهو دائما يرى نفسه على الصواب .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
من المتوقع أن تقع بعض المشكلات بين الزوجين في الشهور الأولى للزواج ، ثم ينبغي أن تقل هذه المشكلات تدريجيا ، حتى تتلاشى ، وذلك يحتاج إلى تعقل وتحمل وصبر من الطرفين .
ثانيا :
أما بخصوص ما تذكرينه عن زوجك فإن عليه أن يتحلى بمزيد من الصبر ، وليعتبر هذا من أنواع الابتلاء التي يبتلي الله بها العباد ، فمن صبر ورضي كُفِّرت عنه خطاياه ، وزاده الله من فضله أجرا عظيما ، كما قال تعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزمر/10،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ) حسنه الألباني في ” صحيح الترمذي ” ( 2396 ) .
وليعلم الزوج أن طبائع الأطفال مختلفة ، فمنهم من يكون كما ذكر في السؤال ، ومنهم من يكون أشد من هذا ، ومنهم من يكون دون هذا ، فعلى المؤمن أن يرضى بما قدره الله عليه ، ولينظر إلى نعمة الله عليه في هذا الولد ، فهناك الكثيرون قد حرموا هذه النعمة .
ولينظر أيضا إلى عاقبة صبره على ما يلاقيه من أذى أو تعب فإن ذلك – كما سبق – يكفر عنه سيئاته ، ويعظم له أجره .
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم – وهو قدوتنا – يتحمل أذى الأطفال ، كما كان يتحمل أذى الكبار أيضا ، فقد جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بطفلها الرضيع ، فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره ، فبال ذلك الطفل في حجره صلى الله عليه وسلم ، فلا عنفه الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا عنف أمه ، ولا أظهر شيئا من الغضب أو الكراهية ، بل تحمل ذلك صلى الله عليه وسلم ، ودعا بماء فرشه على موضع البول من ثيابه . رواه البخاري (221) ، ومسلم (286) .
وتحمل أذى الأولاد والصبر على تربيتهم فيه ثواب عظيم ، وتكفير للسيئات ، حتى قال بعض السلف : من الذنوب ما لا يكفرها إلا الغم بالعيال .
وقد رؤي بشر بن الحارث الحافي بعد موته في المنام ، وأخبر أن الله قد غفر له ، وأن منزلة أبي نصر التمار [ كان أحد رواة الحديث ، وكان فقيها عابدا ، توفي سنة 228هـ . انظر : ” تقريب التهذيب ” (1/ 617)] أعلى منه . فقيل له : بماذا ؟ فقال : بفقره ، وصبره على بنياته . ” سير أعلام النبلاء “(10/573) .

ثالثا :
أما ضرب زوجك لهذا الطفل إذا بكى فلا يجوز ذلك ، لأن الضرب إنما يكون عقابا لمن يعقل إذا أساء ، أو يتنبه إلى خطأ ما ، وهذا الطفل لا يعقل شيئا فكيف يضرب ؟!

والطفل محتاج إلى العطف عليه والحنان والرحمة ، فكيف يعامل بتلك الغلظة ؟ وإذا كان الأب لا يتحمل ذلك فليتركه للأم ، فقد خلقها الله تعالى أكثر منه رحمة وعطفا ، وذلك يناسب تربيتها للأولاد .

رابعا :
ينبغي للزوجين إذا واجهتهما مشكلة أن يتعاونا على حلها بحوار هادئ مليء بالمحبة والمودة ، لا العنف والضرب والخصام والتهديد ، وهذه المشكلة (وهي محبة الطفل لأن يحمل ولا يكف عن البكاء إلا بذلك) قد تكلم عنها المتخصصون ووضعوا لها حلولا .
منها : وضع الطفل على كرسي هزاز .
وكذلك وضعه على الأرض على سجادة ملونة ، وحوله الألعاب التي تناسب عمره .
وبالبحث في الإنترنت يجد الوالدان مقالات متنوعة في هذا ، فيستفيدون منها لحل هذه المشكلة بدلا من سوء التعامل معها مما يؤدي إلى تفاقمها وسوء العلاقة بينهما .
نسأل الله تعالى لكما التوفيق والسداد .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android