كافأته الشركة بأسهم مختلطة لا يستطيع بيعها ، إلا بعد مدة ، فما الحكم ؟
السؤال: 224880
أنا أعمل في شركة للخدمات النفطية ( حفر وتنقيب وجيولوجيا وما شابه ذلك ) ، وقد تم مكافئتي بعدد من الأسهم في الشركة في عام 2011 ، لكن لا أستطيع التصرف في هذه الأسهم ببيع أو غيره إلا بعد مرور ثلاث سنوات في مكان عملي الحالي ، والآن قد مرت الثلاث سنين وأصبحت الأسهم مُلكي ، إن نشاط الشركة العام حلال ، ولكن أعتقد أن الشركة تتعامل مع البنوك الربوية قروض وفوائد ، ولذلك قد قمت ببيع جميع الأسهم في اليوم الذي أصبحت فيه هذه الأسهم ملكي ، لكي لا أدخل في الربا والأرباح الربوية ، فهل ما قمت به ببيع الأسهم مباشرة بعد ملكيتها صحيح أو يجب علي التخلص من مال بيع الأسهم ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
إذا ثبت أن شركتك تتعامل مع بنوك
ربوية اقتراضاً وإقراضاً ، فهذا النوع من الشركات يسميه أهل العلم بـ : ” الشركات
المختلطة ” ، ومثل هذه الشركات تحرم المساهمة فيها ، وقد أحسنت بيع الأسهم حتى لا
تدخل على نفسك مالاً حراما.
جاء في ” فتاوى اللجنة الدائمة –
المجموعة الأولى ” (14/ 300).
” أولا : كل شركة ثبت أنها
تتعامل بالربا ، أخذا أو إعطاء ، تحرم المساهمة فيها ؛ لما في ذلك من التعاون على
الإثم والعدوان ، قال الله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى
وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) .
ثانيا : من سبق أن ساهم في شركة
تعمل بالربا ، فعليه أن يبيع سهامه بها ، وينفق الفائدة الربوية في أوجه البر
والمشاريع الخيرية ” انتهى .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم:
(161741) .
ثانياً :
إذا كانت الشركة قد ملكتك تلك
الأسهم في عام (2011) ملكاً حقيقياً ، بأن سجلت تلك الأسهم باسمك ، لكنها منعتك من
التصرف فيها ، إلا بعد مرور ثلاث سنوات ، ففي هذه الحال تعد تلك الأسهم داخلة في
ملكك من وقت تمليك الشركة لك ، وعليه ، فيلزمك ، عند بيع تلك الأسهم ، أن تتخلص من
الأرباح والفوائد الناتجة عنها مدة الثلاث سنوات ، أما ثمن الأسهم فلا يلزمك التخلص
منه ، ولمزيد الفائدة تنظر الفتوى رقم (45929) .
وأما إذا لم تملكك الشركة تلك
الأسهم تمليكا حقيقياً ، أي : أن الأسهم باقية باسم الشركة ، وأن المسألة : إنما هي
مجرد وعد من الشركة بأن تملكك تلك الأسهم ، فلا يلزمك أن تتخلص من ثمن الأسهم ، ولا
أرباحها ، إذا بعتها بعد تملكها حقيقة ؛ لكونك قد ملكت الأسهم مع أرباحها بطريق
مباح ، وهو الهبة ، والإثم على الشركة ؛ لأنها هي التي تعاملت بالربا .
وينظر للفائدة في جواب السؤال
رقم : (171340) .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة