0 / 0

آراؤها في العمل ، والعلاقات الاجتماعية : لا تعجب خطيبها ؟!

السؤال: 225054

أنا فتاة مسلمة أرغب في أن أصل لمراتب عليا في وظيفتي ، وأن أستمتع بوقتي مع صديقاتي ضمن الضوابط الشرعية ، ولكن ذلك لا يعجب خطيبي حيث يرى أنه لا ينبغي أن يكون لدى الفتاة مثل هذا الفكر ، فما الخطأ في نظرتي للحياة ؟ وهل لا ينبغي أن تكون لي آراء وشخصية منفردة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الإسلام يحفظ للمرأة حقها ، ويعرف لها قدرها ، ويوصي بها الرجال خيرا ، سواء كانوا آباء أو أزواجا أو أولادا أو إخوانا ، ولا يضيع للمرأة حق في دين الله أبدا ، ولا نزل شرع يخصها فكان فيه هضم لحقها ، إنما نزلت الأحكام الشرعية في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لصونها وحفظها ورعاية حقها والنهي عن ظلمها .
وحيث إن المرأة أقل من الرجل في العقل والتدبير ، فإن الشرع نصب لها وليا ؛ رعايةً لحقها ، وصيانةً لها ، ودفعا للأذى الذي قد يصيبها من سوء تدبيرها ، ومن عرف قدر نفسه وأنزلها منزلتها أحسن التدبير ، واتقى العنت والمشقة .
تنظر إجابة السؤال رقم : (40405) ، والسؤال رقم : (70042) .
ثانيا :
لا يقف الإسلام عقبة أمام كل طموحات المرأة وآمالها ، ولا يمنعها من الاستمتاع المباح ، وأن تدلي بآرائها ، وأن يكون لها خطة لمستقبلها ، وأن تختار من الرغبات المباحة والمتاحة ما تشاء ، ولكن يجعل لها في ذلك كله الضوابط التي تقيده ، فإن المرأة ضعيفة ، والبلاء بها شديد .
والأصل في المرأة قرارها في بيتها ، وألا تخرج منه إلا لحاجة ، والخروج للعمل تكتنفه الكثير من المشاكل والمخالفات الشرعية ، وهو سبيل الفتنة والبلاء ، إلا أن يكون عملا مشروعا ، تحصل به المصلحة ، ولا يحصل به البلاء من الاختلاط بالرجال ومحادثتهم وكثرة التعامل معهم .
كأن تعمل المرأة مشرفة على مركز إسلامي نسائي ، تشرف على تعليم النساء العلم والقرآن .
أما أن تعمل المرأة موظفة ، وتختلط بالرجال ، وتسعى مع ذلك للترقي في سلكها الوظيفي ، وتجتهد في العمل لتحصل على العلاوات والبدلات ، كما هو الحال بالنسبة للرجل : فمثل هذا لا يناسبها ، ولا يجمل بالمسلمة أن تتعلق به رغباتها ، إلا أن تدفعها الحاجة إلى شيء من ذلك ، فتقدرها بقدرها ، وتتقلل ما استطاعت من مخالطة الرجال ، والمعاملة معهم ، وتبحث عن أنسب مكان تعمل فيه المرأة المسلمة ، فتختاره ، وتقدم الأمثل فالأمثل ، وهكذا تكون في شأنها كله.

وكذلك الحال بالنسبة لأوقات الترفيه : يجب أن تحدد وتضبط وتقيد ، وتختار لها صاحبات من ذوات العقل والدين .
ولا شك أن انفتاح المرأة على كل شيء ، مؤثر بالسلب على دينها وخلقها ، فلا بد من الحد من ذلك وتقييده وضبطه .
ورفض خطيبك لهذا الفكر المنفتح المتحرر نوعا ما في محله ، إذا كان مراده من ذلك أن يحدَّد للمرأة في شخصيتها وأفكارها ما يناسبها ، دون انفتاح على الحياة بصورة مقلقة ، أو رغبات منفلتة .

وعلى كل حال ، فأن تصرف المرأة رغباتها وطموحاتها في بيتها ، وبين زوجها وأولادها ، وأن تجعل حياتها في ذلك كله : أكرم لها وأولى بها من الخروج والعمل ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا ، وَصَامَتْ شَهْرَهَا ، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا ، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا ، قِيلَ لَهَا : ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ ) رواه الإمام أحمد (1664) ، وصححه الألباني في “صحيح الجامع” (660) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android