0 / 0

متعلق بشاب ويبحث عن علاج

السؤال: 225124

وأنا صغير بين الخامسة والسادسة كنت أهتم بحسن خلق الرجال الذين فيهم وسامة ، وكنت لا أنزع عيني عن رجل تعجبني وسامته ، وعندما كبرت أي وصلت إلى سن البلوغ بين الـ 13 والـ 15 ، وتعلمت العادة السرية ، كنت أستمني وأنا أتخيل نفسي مع رجل وسيم ، حتى وقعت في مشاهدة الأفلام المحرمة الخاصة بالشواذ .
كبرت وكبر معي هذا البلاء ، ومن ذاك الزمان إلى الآن وأنا على هذه الحالة ، وأنا الآن وـ العياذ بالله ـ أعشق رجلا ولكن لم يسبق أن حدثته ، بل كلما أمر عليه أبقى أنظر في عينيه ، وعندما أبقى وحيدا أفتح صورة من صوره على الفيسبوك أتمعن فيها وأقبلها وأبكي .
رغم أنني لم أكلمه أبدا ، بل أكثر شيء يعجبني فيه تلك الوسامة والأناقة ، والله تعبت من كوني شاذا ، أما بالنسبة لمرحلة الطفولة فأنا أصغر إخوتي ، عشت ذليلا ، كان إخوتي الأكبر سنا مني يضربونني ويهينونني كثيرا ، بالنسبة لتديني فأنا أصلي على جنابة ؛ لأنني أستحي كثرة الغسل أمام الأهل ، كذلك أؤخر صلاة الصبح بعد شروق الشمس ، ولكن قلبي دائما لله ، أدعوه كثيرا ، لا أستطيع أن أتخيل نفسي عريسا لأي امرأة كانت ، كل ما يهمني أن أعيش طول العمر مع ذلك الرجل ، وأن أمارس الحرام معه ، فالفكرة الوحيدة التي تشغلني طول الوقت هي أن أعترف له بمشاعري الشاذة ، مع أنني أستبعد أن يكون هناك حل .
إلا أنني أتمنى أن تجدوا لي حلا يريحني طول العمر ، وأعيش حياتي كباقي الناس .

ملخص الجواب

والخلاصة : أن علاج التعلق الشاذ المحرم بالانقطاع التام عن الاختلاط بالمتعلق به أو النظر إلى صوره ، وبالزواج رغم وساوس الشيطان بعدم نجاحه ، وأخيرا مراجعة الطبيب المعالج المختص. والله أعلم .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نرجو من السائل الكريم أن يقدر علاج مشكلته القدر الطبيعي ، وألا يحاول تيئيس نفسه من بلوغه إلى أن يبلغ به الإحباط والتراجع ، ويفتح الباب واسعا للوقوع في الموبقات لا قدر الله .

وأول العلاج أن يقتنع بيسره وسهولته ، وأن غاية ما يحتاج إليه إرادة وعزيمة لتجاوز هذه الأزمة المعيبة ، وإدراك أنها لن تجر عليك سوى الهلاك والعار في الدنيا ، والعذاب في الآخرة .
وقد قرر أطباء النفس قديما وحديثا أن المشكلات النفسية التي تبقى في دائرة التمني والخيال ، ولا ينجر صاحبها إلى التحقيق والعمل ، تبقى في دائرة العلاج السهلة والميسورة ، وفي الوقت نفسه لا يجوز إهمالها والاستخفاف بها حتى تتطور إلى أمراض مزمنة ، فعلاج المشكلة في بدايتها أسهل منه إذا استحكمت .

تذكر دائما في حلك وترحالك ، في صحتك وسقمك ، وفي شغلك وفراغك ، أنك راحل إلى الله سبحانه إن عاجلا أو آجلا ، وأنك إن واصلت هذا الطريق فلن تنال سعادتك الموهومة ؛ لأنها ليست بسعادة أصلا ، وإنما هي أوهام وتمثلات من النفس الأمارة بالسوء ، ومن الشيطان الرجيم، يدعوك لترك الزواج المباح من المرأة الجميلة العفيفة الصالحة التي هي خير متاع الدنيا ، والتي يتفق بنو البشر من بداية التاريخ إلى نهايته أنها خير متاع الدنيا ، ولكنك تصر على العدول عن ذلك إلى تعلق شاذ برجل مثلك !!
السعيد السليم هو الذي يدفع الأفكار السيئة عن قلبه ، فلا يتركها تستقر لحظة واحدة ، بل ينصرف عنها بالأفكار النافعة ، والأعمال الصالحة ، والانشغالات المباحة ، وهذا جهد يحتاج إلى دربة وممارسة ، فلا تيأس ، فإن تعويد النفس على الأفكار والتخيلات السليمة والطيبة يحتاج بعض الوقت .
وقد أرشدت الشريعة الكريمة إلى أبواب من العلاج الوقائي ، وذلك حين حرمت النظر المحرم بشهوة ، فقال ابن قيم الجوزية رحمه الله : ” جعل الله العين مرآة القلب ، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته ، وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته ” .
انتهى من ” روضة المحبين ” (130) .
وفي سؤالك ما يدل على تساهلك في هذه المعصية ، نظر الشهوة والفتنة سواء إلى بني جنسك أم إلى الجنس الآخر ، الأمر الذي يؤدي لا محالة إلى استمرار التعلق المحرم ، فكثير من التخيلات الفاسدة إنما يكون سببها النظر إلى ممارسات الفاسدين ، من الذين اتخذوا الشهوات غاية وهدفا وإلها ، فما تركوا جحر شهوة إلا دخلوه ، وأغروا بذلك من يتابعهم عبر الفضائيات والأفلام وغيرها، فيعلق في ذهنه كثير من تصرفاتهم الفاحشة ويكون هو الضحية .
كما أن ممارسة العادة السرية تفتح باب التخيلات الفاسدة ، وتستجلبها بقوة تستنفد طاقة كبيرة من الإنسان ، فلا بد أن تغلق أبواب الشرور هذه ، واستعن بمراجعة سؤال رقم:(329) .
ونحن نذكرك هنا أن الزواج علاج حاسم ، إذ يتيح لك الممارسة الجنسية الطبيعية ، والتي تخلصك من كثير من التصورات الفاسدة ولو بعد حين ، فلا تؤجله بدعوى تعلقك الشاذ المحرم ، بل اقتحم أبوابه ، واجتهد في إنجاحه ، وستجد نفسك بإذن الله بدأت في طريق العلاج .
يقول ابن الجوزي رحمه الله :
” تأملت في فوائد النكاح ومعانيه وموضوعه ، فرأيت أن الأصل الأكبر في وضعه وجود النسل ، ثم رأيت هذا المقصود الأصلي يتبعه شيء آخر ، وهو استفراغ هذا الماء الذي يؤذي دوام احتقانه ، فإنه إذا وقع به احتباسه أوجب أمراضا وجدد أفكارا رديئة ، وجلب العشق والوسوسة إلى غير ذلك من الآفات ” انتهى من ” صيد الخاطر ” (ص34) .
ونظنك قد قطعت بداية في العلاج حين حافظت على صلاتك ، ولكن كل صلاة تؤديها على جنابة باطلة آثمة ، يجب عليك إعادتها والتوبة من إثمها ، انظر : (93321) .
ولهذا فأنت تحتاج إلى تقوية معنى الصلاة في نفسك ، فهي تعني التذلل والتعبد لله سبحانه وحده ، وليس لأحد سواه من الخلق ، وهي نجاتك من فساد النفس الذي تحاربه بطهارة الصلة بالله عز وجل ؛ فالنفس تتحرك فيها التخيلات بمقتضى طبيعتها ، فإذا لم يملأها الإنسان بحب الله ، ملأها الشيطان بحب الشهوات
يقول الإمام الشافعي رحمه الله : ” ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ” .
والنصيحة الأخيرة لك أن تراجع الطبيب النفسي ، ولا تتردد في ذلك ، فستجد عنده ما ليس عند غيره من العلاج ، وتأكد أن مشكلتك ليست متعذرة الحل ، ولا هي بالدرجة التي تستحي من ذكرها عند الطبيب ، فإن قصرت في هذا الجانب فأنت المسؤول عن نفسك أمام الله سبحانه .
نسأل الله لك طهارة القلب ونقاء النفس .
وننصحك بالاستعانة بمجموعة كبيرة من الفتاوى في موقعنا ، فيها الكثير من الأفكار المعينة على تجاوز هذه الفواحش ، وهذه أرقامها : (7491) ، (20068)، (101169) ، (166525) ، (200216) .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android