من هو علي بن سلطان محمد القاري؟ هل موثوق الجانب يؤخذ العلم منه؟
نبذة مختصرة عن الشيخ الفقيه ” ملا علي القاري ” رحمه الله .
السؤال: 225410
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هو الشيخ الفقيه المحدث المقرئ نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد، القارئ الهروي المكي المعروف بــ ” الملّا علي القاري “
لقب بالقاري ؛ لكونه عالما بالقراءات ، والهروي : نسبة إلى مدينة هراة ، من أمهات مدن خراسان ، وهي ضمن جمهورية أفغانستان الحالية .
والمكي : نسبة إلى مكة أم القرى ؛ لأنه رحل إليها وأخذ عن مشايخها واستوطنها حتى توفي بها .
ولد في مدينة هراة في حدود سنة 930 هجرية ، وبها نشأ ، وطلب العلم ، وحفظ القرآن الكريم ، وجوده على شيخه المقرئ معين الدين بن الحافظ زين الدين الهروي ، وتلقى مبادئ العلوم الشرعية عن شيوخ عصره .
ثم رحل إلى مكة ، حيث استقر بها ، ولازم بها العلماء سنوات طويلة ، واستمر في التحصيل ، حتى صار من العلماء المشهورين .
وكان رحمه الله حنفي المذهب ، كما هو معروف من مصنفاته ، وسيرة حياته ، وأسهم في تحرير كثير من مسائل المذهب الحنفي ، وتأييدها بالأدلة الشرعية .
وكان رحمه الله معروفا بالتدين والتورع والتعفف ، وكان يأكل من عمل يده ، متقللاً من الدنيا ، غلب عليه الزهد والعفاف والرضا بالكفاف .
وكان قليل الاختلاط بالناس ، كثير العبادة والتقوى ، وكان يكتب كل عام مصحفاً بخطه الجميل ، ويهمشه بالقراءات والتفسير ، فيبيعه ويكفيه قوتا عامه كله .
وكان يرى أن التقرب إلى الحكام وقبول منحهم يضر بالإخلاص والورع .
وكان يقول : ” رَحِمَ اللَّهُ وَالِدِي ، كَانَ يَقُولُ لِي : مَا أُرِيدُ أَنْ تَصِيرَ مِنَ الْعُلَمَاءِ ، خَشْيَةَ أَنْ تَقِفَ عَلَى بَابِ الْأُمَرَاءِ “.
انتهى من “مرقاة المفاتيح” (1/ 331).
وبعد حياة حافلة بالعلم والخير والصلاح توفي رحمه الله بمكة ، فقيل : توفي سنة 1016 ، وقيل سنة 1010 ، والراجح أنه توفي سنة 1014 ، ودفن بمقبرة المعلاة .
وكان من شيوخه :
– ابن حجر الهيتمي الفقيه .
– علي المتقي الهندي .
– عطية بن علي السلمي .
– محمد سعيد الحنفي الخراساني .
– عبد الله السندي .
– قطب الدين المكي .
ومن أشهر تلامذته :
– عبد القادر الطبري .
– عبد الرحمن المرشدي .
– محمد بن فروخ الموروي .
وقد أحسن الناس الثناء عليه :
فقال الحموي في “خلاصة الأثر” (3/185) :
” أحد صُدُور الْعلم ، فَرد عصره ، الباهر السمت في التَّحْقِيق ، وتنقيح الْعبارَات ، وشهرته كَافِيَة عَن الإطراء فى وَصفه ” .
وقال العصامي في “سمط النجوم” (4/ 402):
” الْجَامِع للعلوم الْعَقْلِيَّة والنقلية ، والمتضلع من السّنة النَّبَوِيَّة ، أحد جَمَاهِير الْأَعْلَام ومشاهير أولي الْحِفْظ والأفهام ” .
وقال اللكنوي في “التعليق الممجد” (1/105-106)
” صاحب العلم الباهر ، والفضل الظاهر ” .
ثم قال – بعد أن عدد بعض مؤلفاته – :
” وله غير ذلك من رسائل لا تعد ولا تحصى ، وكلها مفيدة ” .
وقال النعماني في “البضاعة المزجاة” (ص30) :
” فاق أقرانه ، وصار إماما شهيرا ، وعلامة كبيرا ، نظارة متضلعا في كثير من العلوم العقلية والنقلية ، متمكنا بفن الحديث والتفسير والقراءات والأصول والعربية وسائر علوم اللسان والبلاغة ، مع الإتقان في كل ذلك ” .
وكان رحمه الله منصفا لشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله ، ويدافع عنهما ، وينتصر لهما . ويقرر أيضا مذهب السلف في مواضع من كتبه ، وإن يوجد له ـ أيضا ـ في مواضع عديدة : بعض ما يخالف فيه منهج السلف ، ويتأثر فيه بمذهب الأحناف الماتريدية ، ونحوهم ، وقرر قول الخلف في تأويل آيات الصفات ، أو تفويضها .
وما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك ، إلا المعصوم ، صلى الله عليه وسلم .
وينظر : “الماتريدية” للشمس الأفغاني (1/350) ، (1/537-540) .
ومن أشهر مصنفاته :
– “تفسير القرآن” .
– “مرقاة المفاتيح” .
– “شرح نخبة الفكر” .
– “الفصول المهمة” .
– “شرح مشكلات الموطأ” .
– “بداية السالك” .
– “شرح الحصن الحصين” .
– “شرح الأربعين النووية” .
– “ضوء المعالي”
– “شم العوارض في ذم الروافض” .
– “فيض المعين” .
– رسالة في الرد علي ابن عربي في كتابه الفصوص وعلى القائلين بالحلول والاتحاد” .
وغير ذلك كثير .
وينظر للاستزادة :
– “الأعلام” للزركلي (5/12-13)
– “التعليق الصبيح على مشكاة المصابيح” للكاندهلوي (ص6).
– “التعليقات السنية” للكنوي (ص8-9).
– “الملا علي القاري فهرس مؤلفاته وما كتب عنه” لمحمد عبد الرحمن الشماع .
والله تعالى أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب