تنزيل
0 / 0

هل يجوز أن يقال : ” قال الله كذا ” ثم يأتي بمعنى قول الله ؟

السؤال: 225501

قرأت في منظومة ، قول الناظم:
إليك. قال له الرحمن موعظة … أنى تراني ونوري يدهش البصرا
فانظر إلى الطور أن يثبت مكانته … إذا رأى بعض أنواري فسوف ترى
فوقع في قلبي استنكارا لهذا القول كونه قال “قال له الرحمن” ثم أتی بمعنی القول (الآيات) ولم يأت بنصه ، فما حكم هذا الفعل ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
اختلف العلماء في الاقتباس من القرآن ، فالجمهور على الجواز ، ومنهم من منع منه
مطلقاً ، وذهبت طائفة من العلماء إلى المنع من الاقتباس في الشعر ، دون النثر .
والراجح : جوازه إذا كان لغرض صحيح ، ويشمل هذا الاقتباس ما كان في النثر ، أو
الشعر.
انظر جواب السؤال رقم : (127745) ، (119673)
.
ثانيا :
أما الأبيات المسئول عنها فهي لابن مشرف رحمه الله يتحدث فيها عن كليم الرحمن
موسى عليه السلام :
…… …………. ….. .. ** قال الكليم إلهي أسأل النظرا
إليك قال له الرحمن موعظة ** أنى تراني ونوري يدهش البصرا
فانظر إلى الطور أن يثبت مكانته ** إذا رأى بعض أنواري فسوف ترى
حتى إذا ما تجلى ذو الجلال له ** تصدع الطور من خوف وما اصطبرا
انتهى من “ديوان ابن مشرف” (ص 31-32) .
وهذه الأبيات لا محذور فيها ، لأنه ليس المقصود أن الله تعالى قال هذا الكلام
بنصه ، وإنما هذا معنى ما قاله الله تعالى .
وقد وقع مثل هذا من شاعر الرسول صل الله عليه وسلم وهو حسان بن ثابت رضي الله
عنه.
فإنه قال بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم :
وَقَالَ اللهُ : قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا … يَقُولُ الْحَقَّ لَيْسَ بِهِ
خَفَاءُ
وَقَالَ اللهُ: قَدْ يَسَّرْتُ جُنْدًا … هُمُ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا
اللِّقَاءُ
رواه مسلم (2490) .
ومعلوم أن الله تعالى لم يقل : ( قد أرسلت عبدا … ) بهذا اللفظ . وإنما
المقصود : أن هذا معنى ما قاله الله تعالى وأخبر به من إرساله رسولا يقول الحق
، وتيسيره جندا هم أنصار هذا الرسول . وقد سمعه الرسول صلى الله عليه وسلم
وأقره على هذا الكلام .
بل مدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : ( إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا
يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ . وقال أيضا :
(هَجَاهُمْ حَسَّانُ [يعني : قريشا] فَشَفَى وَاشْتَفَى) .
والنصيحة لك أخي السائل ترك ذلك التشدد والتكلف الذي يجعلك تحرم ما ليس بحرام ،
وقد يكون هذا من وساوس الشيطان حتى يوقعك دائما في الحيرة والقلق والاضطراب ،
فأغلِقْ عليك هذا الباب وأعرض عنه .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android