0 / 0

تدخل على حسابه ، وتقرأ أشعاره التي يكتبها عن الحب ، فما حكم ذلك ؟

السؤال: 225868

حكم مشاهدة حساب شخص أحبه في الانستقرام ، ومشاهدة صوره التي يرسلها علما بأني أغض البصر عنه هو؟ وما حكم قراءة أشعاره أو صوره التي يرسلها عن الحب ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
يجب على المسلم أن يتقي الله تعالى في سره وعلانيته ، وأن يعلم أن الله تعالى مطلع عليه ، وما يبدي من شيء أو يخفيه إلا والله عز وجل عالم به ، ثم هو مجازيه عن عمله : إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .
وإن مما تعظم به البلوى ، ويشتد به البلاء ، فتنة الرجال بالنساء ، وفتنة النساء بالرجال ، وقد قال الله تعالى : ( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ) الفرقان/ 20 .
قال ابن القيم رحمه الله :
” فامتحن الأغنياء بالفقراء ، والفقراء بالأغنياء ، وامتحن الضعفاء بالأقوياء ، والأقوياء بالضعفاء ، والسادة بالأتباع ، والأتباع بالسادة ، وامتحن المالك بمملوكه ، ومملوكه به ، وامتحن الرجل بامرأته ، وامرأته به ؛ وامتحن الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، والمؤمنين بالكفار ، والكفار بالمؤمنين ” انتهى من “إغاثة اللهفان” (2 /161) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ) رواه البخاري (5096) ، ومسلم (2740) ، وقال : (فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ) رواه مسلم (2742) .
ولذلك أمر الله عز وجل بغض البصر ؛ حسما لمادة الفتنة والشر، فقال : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) النور/30-31 .
ثانيا :
نظر المرأة للرجل : إن كان بشهوة فهو حرام ، وإن كان بغير شهوة لم يحرم .
ينظر السؤال رقم : (49038) .
إلا أنه ينبغي على الشاب والشابة الاحتراز التام في هذا الأمر ، فإن الفتنة فيهما أشد ، وكثير ما تحصل الفتنة بالنظر المجرد .
ثالثا :
هذا الرجل الذي يرسل على حسابه صورا عن الحب ، ويكتب أشعارا عن الحب والغرام : ليس بمؤتمن في دينه وخلقه ، والفتنة به وبصوره وأشعاره حاصلة ، فلا يجوز الانشغال بشيء من ذلك .
بل لو لم يكن في الكلام والصور التي ينشرها ما يعاب ، ولا فيها ما يذم ؛ لم يكن لك أنت أن تتابعيها ، وأنت بهذه الحال التي ذكرت من التعلق به ؛ بل الواجب عليك أن تغلقي كل باب للفتنة عن نفسك ، وتقطعي سبل التواصل معه ، ومتابعته مطلقا ، فإن الإثم : حَوَّاز القلوب ؛ يعني : يخطفها من صاحبها ، ويحوزها في جانب المآثم ، حتى لا يملك صاحبه بعد ذلك قلبه ، فقد غلبه عليه الهوى ، وتغلب عليه الشيطان .
عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا : صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا، وَلَا تَتَعَرَّجُوا ، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ .
فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ ، قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ ، وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ، وَالسُّورَانِ: حُدُودُ اللهِ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ: مَحَارِمُ اللهِ ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ: كِتَابُ اللهِ ، وَالدَّاعِي مِنِ فَوْقَ الصِّرَاطِ: وَاعِظُ اللهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ ) رواه أحمد (17634) وصححه الألباني .
فتأملي ، يا أمة الله ، هذا الحديث الجليل من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وانظري كيف دل العبد الناصح لنفسه على لزوم الصراط المستقيم ، وكيف حذره من أن تتخطفه الشياطين ، وهو في سيره إلى ربه ، وكيف أنه أمره بإغلاق أبواب الفتن عنه ، فإنه متى فتح منها شيئا ، أوشك أن يقع فيه ، من حيث يدري ، أو لا يدري !!
فالذي ننصحك به أن تغلقي عن نفسك باب الفتنة فلا تدخلي على حساب هذا الشخص ولا تلتفتي إليه ولا إلى صوره وأشعاره ، وليكن إقبالك على الله ، وعلى ما ينفعك في دنياك وأخراك .
وانظري لمزيد الفائدة الفتوى رقم : (134595) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android