0 / 0
26,74328/04/2015

تأتيه الوساوس ويخشى أن ينتزع الشيطان إيمانه

السؤال: 225906

اسألوا لي الثبات على الدين الحق ؛ لأَنِّي مبتلى بفتنه الشيطان الذي يحاول قدر استطاعته أن يغير ديني ثم ثقني بربي ثم بنفسي ، وأقسم بالله العظيم أني أعاني معاناة ما يعلم بها أحد إلا ربي سبحانه وتعالى ، يحاول أن يتنزع الإيمان من قلبي ويحاول أن يدخلني في الكفر والضلال ـ والعياذ بالله ـ حتى صار يتشكل بشخصيتي ، وأحيانا ينطق الشهادة يعني يكملها معي ، ويشككني في نوايا العبادة ، مثل : الصلاة ، ويدخل معي في الصلاة ، ويضيع على الصلاة إما بالوساوس القهرية ، ويكمل معي قراءة سورة الفاتحة ، والتشهد ، والتسليم ، أنا في أمر خطير جدا جدا على إيماني وأخاف أن يأخذ مبتغاه مني بتكفيري أو إشراكي بالله سبحانه وتعالى ومن كل إنسان مسلم ، إما بتحريفه أو تكفيره ، فساعدوني على التخلص من هذا البلاء .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هوِّن عليك أيها السائل الكريم ، فالأمر أسهل مما تتصوره وتتوهمه بكثير .
إن ما تعانيه مثله كمثل الظل الذي كبر حتى ملأ الحائط ، لأن مصدر النور وُضع في موضع مخادع .
ولو وُضع هذا المصدر في الموضع الصحيح لأخذ الظل حجمه .
وفي كلتا الحالين هو ظل ليس وراءه طائل سواء كبر أم صغر .
إن حالتك لا تعدو هذا الظل ، فهوِّن على نفسك .
إن الشيطان لا يستطيع سلب إيمانك ، لأن الذي يعطي ويسلب هو الله ، فإذا عصمك الله نجوت من كل مكروه .
وإذا أردت أن تستريح من هذه التهاويل التي يلقيها الشيطان ، فعليك أن تقوي قلبك وتأخذ بما يلي :
1. استعذ بالله كلما خطر لك خاطر منها . ولا تملّ ، فإن الشيطان سينهزم ويفر لا محالة ، وعد صادق من الله : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت / 36 .
2. أعرض عن هذه الوساوس ولا تفكر بها ولا فيها أبداً ، ولا تحاورها ولا تجاوب على أي سؤال أو إشكال يرد عليك .
ولا ترضخ لأي تهديد أو تخويف من الشيطان بالكفر أو الضلال أو النار .
أتعرف لماذا ؟ لأنها لا قيمة لها في تقييم إيمانك ، ولن يقع منها شيء .
إنها مثل المَشاهَد المرعبة عبر الشاشات لا تؤذي المُشاهِد ، وإذا أُقفلت الشاشة انتهى كل شيء.
3. املأ وقتك وفكرك وقلبك بالنافع المفيد ، واختلط بالأخيار من الناس ، فلعلك تعاني من الفراغ والوحدة ، فإن الشيطان لا يأتي لإناء مليء .
4- الدعاء آناء الليل والنهار ، فإن شفاء الله إذا جاء لا يغادر سقماً إلا وفتته .
5- التحصن بذكر الله آناء الليل ، وأطراف النهار ، وفي كل وقت وحين ، فما أحرز الإنسان نفسه ، وحماها من كيد عدوه : بمثل ذكر الله تعالى ، ولزومه ؛ فلا يزال لسانك رطبا من ذكر الله .
6- لا بد لك ، مع ذلك العلاج الإيماني كله ، من أن تعرض نفسك على طبيب مختص ماهر ، فإن الوسواس القهري له علاجات طبية نافعة بإذن الله ، فإذا جمعت بين العلاجين : الإيماني ، والطبي : كان ذلك أنفع لك ، وأرجى لشفائك بإذن الله تعالى .

وإذا أخذت بهذه النصائح وداومت عليها وجاهدت نفسك ، أقبلتْ عليك بإذن الله تباشير العافية تتزايد ساعة بعد ساعة حتى تتعافى تماماً بعد أيام معدودات بتوفيق الله .
ينظر جواب السؤال رقم : (102851) ، و : (25778) .
ثبتك الله على الإيمان وأسبغ عليك العافية والغفران .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android