0 / 0

تعاني من مشكلات مع زوجها الذي تزوجته تحت ضغوط أمها وبدون موافقة أبيها

السؤال: 226042

تعمل صديقتي ـ بإذن زوجها ـ عملاً ليلياً في مكان مختلط ، وتريد أن تعمل في نوبة صباحية أيضاً حتى يصل سقف راتبها إلى 18600 جنيه استرليني ؛ لكي تستطيع استخراج الفيزة لزوجها الذي يعيش في آسيا ، ولعلها لن تستطيع الوفاء بهذا الشرط ما لم تضمن أوراق المعاملة كذبة صغيرة تتحايل بها على القانون ، والمشكلة في هذا كله أن زوجها على ما يبدو غير مقدِّر للجهد الذي تبذله ، ولطالما اشتكت إليَّ سلوكه السيئ ، وسوء معاملته لها، على أنها لا تنكر أن الزواج في بادئ الأمر كان رائعاً ، وأنها قضت معه أياماً طيبة آنذاك ، لكنه تغير كثيراً نحوها ، وصار يعاملها بشكل سيء ، ورسائلها التي ترسلها لي أكبر دليل على ذلك ، فقد أرسلت لي على سبيل المثال ذات مرة تحكي كيف أنها تكرهه ، وأنها تزوجته بغير رغبتها، بل بضغط من أمّها ، وفي رسالة أخرى تحكي لي أنها لا ترى أفقاً واضحاً لمستقبل هذا الزواج ، وأنها لم تسع لإحضاره إلى بريطانيا إلا إرضاء لوالدتها ،وأنه حتى ولو اجتمع بها فلن تحبه مطلقاً ؛ لأنه لا يمكن نسيان ما صنع بها.. الخ ، وأصبحت في حيرة من أمرها ، وقد كانت تزوجته بترتيب من قبل والدتها هناك في أفغانستان منذ ثلاث سنوات دون موافقة أبيها الذي لا أعلم عنه شيئاً .
وهنا أتساءل عن ما هو دوري تجاهها وهي في هذه الحالة ؟ وأعتقد أن جلّ توترها وحزنها هو بسبب هذه الأمور، بل لقد قالت بنفسها : إن زوجها هو مصدر كل ما تعانيه ، فأرجو منكم النصح ، كما أرجو نشر السؤال على الموقع حتى أتمكن من عرضه عليها.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها للعمل ، وذلك وفق ضوابط معينة سبق بيانها في الفتوى رقم : (106815).
وما ذكرت من كون صديقتك تعمل في مكان مختلط ، وفي عمل ليلي ، وفي بلد غير مسلمة : فهذا العمل لا يخلو من جملة من المحرمات في العادة ، فعليها أن تتقي الله سبحانه وتتوب إليه من مثل هذا العمل المخالف للشريعة الغراء.
ولا يجب عليها أن تسعى لإحضار زوجها إذا كان هذا السعي سيترتب عليه عمل محرم ، كالاستمرار في عمل لا يجوز ، أو كذب في الإجراءات القانونية ، فإن الكذب محرم ولو كان في شيء يسير ، وقد سبق بيان أنه ينبغي على المسلم ، خاصة من يعيش في المجتمعات الكافرة ، أن يكون حرصه على الصدق ، وتجنب الكذب مع الكفار ، أشد من حرصه على ذلك مع المؤمنين ؛ فإن تحريه للصدق ، وربط ذلك بتعاليم دينه ، نوع من الدعوة العملية لغير المسلمين : أن يروا ما يدل عليه الدين من مكارم الأخلاق ، وربما كان ذلك داعية لأن يدخل بعضهم في دين الله .
أما إذا ظهر المسلم بصورة الكاذب أو المخادع ، أو غير ذلك من الصفات الذميمة أمام غير المسلم ، فقد يصده ذلك عن الدين ويبغض أهله إليه ، فليراجع ذلك في الفتوى رقم : (175632).

أما زواجها من هذا الرجل بدون موافقة أبيها ، فهو خطأ ، ولا يجوز للمرأة أن تتزوج بدون إذن وليها ، لكن ما دام ذلك قد تم ووقع فإنه يحكم بصحة النكاح ، وينظر في هذا الفتوى رقم : (132787) .

وأما مشكلاتها مع زوجها فننصحها بالصبر عليه ، وأن تكثر من دعاء الله تعالى ، وسؤاله ، والتضرع إليه أن يصلح لهما الحال والبال ، وأن يوفقهما لأرشد الأمور وأحبها إليه سبحانه .
ولتعلم أن القلوب بيد الله سبحانه ، وأن من سنته سبحانه في عباده أن يقلبهم بين العسر واليسر ، والضيق والسعة ، ليبتلي شكرهم وصبرهم ، وقد اعترفت هذه الزوجة بنفسها أنها قد عاشت مع زوجها في بداية زواجهما أياما وصفتها بالرائعة ، فلتتق الله سبحانه ، ولتلجأ إليه وحده ، ولتحرص على إرضاء زوجها ، والله سبحانه قادر على أن يغير حالهما إلى أحسن حال.

وأما كراهتها له الآن فقد يكون ذلك بسبب البعد ، فإن البعد يولد الجفاء .
فلتحرص على جمع شمل أسرتها ، وتبدأ مع زوجها حياة سعيدة ، يسيران فيها وفق ما شرعه الله تعالى .
نسأل الله تعالى أن يجمع بينهما في خير .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android