0 / 0

حكم تعلم فن الخط العربي ، وأنواع الخطوط .

السؤال: 226053

أتعلم هذه الأيام فن الخط العربي ، فهل هناك خط من الخطوط حرام بعينه ، وهل يحرم ممارسة هذا الفن كهواية ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
تحسين الخط وتجويده من المهارات التي يمدح بها الإنسان ، ولم يزل العلماء يمدحون بذلك ، فقد ذكر ابن كثير رحمه الله في ” البداية والنهاية ” ، والحافظ الذهبي في ” سير أعلام النبلاء ” العشرات من العلماء والملوك ومدحوهم بحسن خطهم ، كما يعلم ذلك في البحث في كتابيهما وغيرهما من كتب التاريخ والتراجم بكلمة ” حسن الخط ” أو : ” جيد الخط ” .
وينبغي للمؤمن الحريص على عمل الحسنات ، أن يقصد بتعلمه حسن الخط ( أو فن الخط العربي ) أن ينوي بذلك نية حسنة ، كنفع الناس بما يكتب لهم ، حتى يكون عمله ذلك طاعة لله تعالى يثاب عليه .
وهكذا جميع المهارات التي يتعلمها الإنسان ، لا يكفي أن تكون شيئا محمودا في ذاتها ، حتى ننظر في القصد من تعلمها ؟
كمهارة القراءة والكتابة ، فإنها نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على الإنسان ، أشار الله تعالى إليها في القرآن الكريم في أكثر من موضع .
قال الله تعالى : ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) القلم/1 .

قال ابن كثير رحمه الله :
” قَوْلُهُ : ( وَالْقَلَمِ ) الظَّاهِرُ أَنَّهُ جِنْسُ الْقَلَمِ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ كَقَوْلِهِ : ( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) العلق/ 3 -5 . فَهُوَ قَسَمٌ مِنْهُ تَعَالَى ، وَتَنْبِيهٌ لِخَلْقِهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنْ تَعْلِيمِ الْكِتَابَةِ الَّتِي بِهَا تُنَالُ الْعُلُومُ؛ وَلِهَذَا قَالَ : ( وَمَا يَسْطُرُونَ ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَمُجَاهِدٌ ، وقَتَادَةُ : يَعْنِي : وَمَا يَكْتُبُونَ ” انتهى من ” تفسير ابن كثير” (8/187) .

ومع ذلك فقد يتعلم الإنسان القرءة والكتابة وتكون سيئة وعيباً في حقه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” كَاَلَّذِي يَتَعَلَّمُ الْخَطَّ فَيَقْرَأُ بِهِ الْقُرْآنَ وَكُتُبَ الْعِلْمِ النَّافِعَةَ ، أَوْ يَكْتُبُ لِلنَّاسِ مَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ : كَانَ هَذَا فَضْلًا فِي حَقِّهِ وَكَمَالًا . وَإِنْ اسْتَعَانَ بِهِ عَلَى تَحْصِيلِ مَا يَضُرُّهُ أَوْ يَضُرُّ النَّاسَ ، كَاَلَّذِي يَقْرَأُ بِهَا كُتُبَ الضَّلَالَةِ ، وَيَكْتُبُ بِهَا مَا يَضُرُّ النَّاسَ كَاَلَّذِي يُزَوِّرُ خُطُوطَ الْأُمَرَاءِ وَالْقُضَاةِ وَالشُّهُودِ : كَانَ هَذَا ضَرَرًا فِي حَقِّهِ وَسَيِّئَةً وَمَنْقَصَةً ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (25/171) .

وهكذا يقال في تعلم ” فن الخط ” فالذي يتعلمه لمقصد حسن ، ككتابة لوحات مثلا يستفيد منها الناس ، كان هذا عملا صالحا ، ومن تعلمه ليفتخر به على أصحابه ، ويتكبر عليهم كان ذلك عملا سيئا ، ومن تعلمها لمقصد مباح كمجرد تحسين الخط ، أو التربح والتكسب من ورائها فهو عمل مباح لا حرج فيه .
وأيضا : تعلم ” فن الخط العربي” فيه مصلحة عظيمة للمتعلم وهي : أنه يتعين على من يتعلم ” فن الخط ” أن يتعلم القواعد الإملائية ، وشيئا من قواعد النحو ، حتى تكون كتابته سليمة صحيحة ، وهذه علوم شريفة يمدح من تعلمها ، فيكون تعلم الخط عونا وسببا لتعلم هذه العلوم .

ثانياً :
أما ممارسة هذا الفن كهواية فهو عمل مباح لا حرج فيه كما سبق ، ولكن بإمكانك أن تجعله طاعة لله تعالى وتجني من ورائه الحسنات ، كما لو كتبت لوحة صغيرة فيها آية قرآنية ومعناها باختصار ، أو حديثا نبويا شريفا ومعاني الكلمات الغريبة الواردة به ، أو حكمة من الحكم ، كبيت من الشعر ، وعلقت ذلك في المسجد ، أو في الجامعة أو في مكان عملك أو في مدخل العمارة التي تسكن فيها …. ، فإنك بذلك تكون حولت ذلك العمل المباح إلى طاعة وعمل صالح ، نسأل الله تعالى لك التوفيق والفلاح .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android