تنزيل
0 / 0

عمله إجراء دراسات لأسواق التبغ من أجل تحسين عملية تسويقه ، فما حكم ذلك ؟

السؤال: 226197

عرض علي العمل في شركة تقوم بدراسة الأسواق ، زبائنها هم : بنوك ، وشركات التبغ ، والدواء ، والمواد الغدائية … إلخ ، ولا يمكن معرفة هل أغلب أعمالها حلال أم حرام ، وفي أول أسبوع لي، كلفوني بعمل دراسة لبنك حول معاملاته في مجل التصدير والإيراد ، وقبل نهاية الأسبوع كلفت بمهمة دائمة تتعلق بدراسة مبيعات أكثر من 120 علامة سجائر على مستوى جميع دول المغرب العربي ، وتقديم تقرير كل نهاية شهر لشركات التبغ من أجل تحسين مبيعاتها، وليس بمقدوري أن أختار الشركة التي أريد القيام بدراسة لها خاصة وأني ما زلت في الفترة التجريبية .
فما حكم عملي بهذه الشركة لمدة تمكنني من جمع مال لعمل تجارة تكون سبب رزق لي ؟
علما أني بلا عمل منذ سنتين ونصف ، وأعاني من ضغوطات عائلية كبيرة وصلت إلي التهديد بالطرد من المنزل ؛ لأنه عرض علي العمل ببنوك وشركات تأمين ورفضت ، وأصبح والدي يظنان أني لا أرغب بالعمل لأني أستفيد منهم ، إضافة إلى ذلك فإن عمري 27 سنة ، ولا أملك مالا ولا منزلا، وأحتاج إلى الزواج لتحصين نفسي .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
سبق بيان حكم التدخين وأنه من المحرمات لما فيه من إضرار بالنفس وإتلاف للأموال ،
وراجع للفائدة الفتوى رقم : ( 9083 ) ، ورقم : (
10922 ) ، ورقم : (
127312 ) .
ثانيا :
الشيء إذا ثبت تحريمه ، فالواجب على المسلم أن يبتعد عنه وينكره بقلبه ، وأن يساهم
في إنكاره وتغييره والنهي عنه ، بيده ولسانه بقدر استطاعته .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ
بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ
فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ) رواه مسلم ( 78 ) .
ولا يجوز له أن يعين على هذا المنكر بوجه من الوجوه ، قال الله تعالى : (
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )المائدة / 2.
وبناء على هذا ؛ فيحرم عليك عمل الدراسة المتعلقة بشركات التبغ من أجل تحسين
مبيعاتها ، أو غيرها من الشركات التي تتعامل في المحرمات ، وذلك لعدة أمور :
الأول : هذا العمل فيه إعانة على نشر المنكر وتكثيره .
الأمر الثاني : فيه مشاركة في إلحاق الضرر بنفوس وأموال عدد كبير من المسلمين بغير
وجه حق ، وكل ضرر يلحقه الإنسان بغيره بغير وجه حق فهو منهي عنه . لقول النَّبيَّ
صلى الله عليه وسلم : ( لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ ) رواه ابن ماجه ( 2340 ) من حديث
عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه .
الأمر الثالث : في هذا العمل غش للمسلمين ، والمسلم مأمور بالنصح لهم .
فعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه ؛: ” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ) ، قُلْنَا: لِمَنْ ؟ قَالَ: (
لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ )
رواه مسلم ( 95 ) .
ومن النصيحة للمسلمين : أن ينشر بين المسلمين بيان مضار التدخين ومخاطره ويساهم –
إذا كان مستطيعا – في البحث عن الوسائل التي تساعد المبتلى به ليقلع عنه .
والمسلم الذي ينشر بين المسلمين التدخين ويساعد على إنجاح طريقة تسويقه ليس بناصح
للمسلمين ، بل هو غاش لهم .

وبناء على ما سبق ؛ عليك أن تجتهد مع مدير المؤسسة ليكلفك بأن تختص بدارسة ما
يتعلق بالشركات النقية ، التي تكون أعمالها ، أو أغلب أعمالها ـ على الأقل ـ مباحة
.
فإذا تعذر ذلك فعليك بالبحث عن عمل آخر ؛ فلا يصح أن يرفع المسلم عن نفسه مضرة
الفقر ، بعمل محرم ، خاصة إذا كان فيه مضرة على إخوانه المسلمين ، بل عليك بتقوى
الله تعالى واللجوء إليه فإنه هو الرزاق الكريم .
قال الله تعالى : ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ
مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ
اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق/
2-3.
قال الشيخ السعدي – رحمه الله تعالى – :
” فكل من اتقى الله تعالى ، ولازم مرضاة الله في جميع أحواله ، فإن الله يثيبه في
الدنيا والآخرة .
ومن جملة ثوابه : أن يجعل له فرجًا ومخرجًا من كل شدة ومشقة .
وكما أن من اتقى الله ، جعل له فرجًا ومخرجًا ، فمن لم يتق الله ، وقع في الشدائد
والآصار والأغلال ، التي لا يقدر على التخلص منها والخروج من تبعتها ” .
انتهى من ” تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ” ( ص 1026 ) .
نسأل الله تعالى الجواد الكريم أن يزيل همك ويرزقك من فضله .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android