أنا من باكستان وقد قرأت حديثاً مفاده أن من أكل العسل في الصباح عند بداية الشهر لمدة ثلاثة أيام وقي من كل مُلِمّة . رواه البيهقي وابن ماجة ، فهل هذا صحيح ؟ لقد بحثت في موقعكم فلم أجد له طرفاً .
حديث : ( مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلَاثَ غَدَوَاتٍ ، كُلَّ شَهْرٍ ، لَمْ يُصِبْهُ عَظِيمٌ مِنَ الْبَلَاءِ ) ضعيف لا يصح .
السؤال: 226536
ملخص الجواب
والخلاصة : أن هذا الحديث باللفظ الأول ضعيف ، أما باللفظ الثاني : فموضوع . والله أعلم .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا الحديث رواه ابن ماجة في “سننه” (3450) ، والبخاري في “التاريخ” (6/54) ، وأبو يعلى في “مسنده” (6415) ، والطبراني في “الأوسط” (408) ، والبيهقي في “الشعب” (5530) ، والدولابي في “الكني” (1025) ، وأبو نعيم في “الطب” (162) ، وابن بشران في “الأمالي” (809) ، وابن حبان في “المجروحين” (1/313) ، وابن عدي في “الكامل” (4/191) :
كلهم من طريق سَعِيد بْن زَكَرِيَّا الْقُرَشِيّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلَاثَ غَدَوَاتٍ ، كُلَّ شَهْرٍ ، لَمْ يُصِبْهُ عَظِيمٌ مِنَ الْبَلَاءِ ) .
وهذا إسناد ضعيف ، فيه علل :
الأول : الانقطاع بين عبد الحميد وأبي هريرة رضي الله عنه ، فإنه لا يعرف له سماع منه ، قال البخاري رحمه الله في “التاريخ” (6/55) : ” لَا نَعْرِفُ سَمَاعَهُ من أَبِي هُرَيْرَةَ ” .
الثاني : جهالة عبد الحميد هذا ، قال الذهبي رحمه الله : ” ما حدث عنه غير الزبير ” انتهى من “ميزان الاعتدال” (2 /540) .
وقال الحافظ رحمه الله في “التقريب” (ص333) : ” مجهول ” .
الثالث : الزبير بن سعيد ضعيف ، ضعفه ابن معين وابن المديني والساجي ، وقال أبو أحمد الحاكم : ليس بالقوي عندهم ، وقال أبو داود : في حديثه نكارة ، وقال الدارقطني : يعتبر به ، وقال أبو زرعة : شيخ . “تهذيب التهذيب” (3 /272) .
الرابع : سعيد بن زكريا ، فيه لين ، فهو وإن ثقه ابن معين وأحمد وصالح بن محمد وابن حبان ، وقال البخاري : صدوق ، فقد قال أحمد أيضا : كتبنا عنه ثم تركناه ، لم يكن بصاحب حديث ، وقال أبو حاتم : ليس بذاك القوى ، وقال زكريا الساجي : ضعيف ، وقال عثمان بن أبي شيبة : لا بأس به ، صدوق ، ولكنه لم يكن يعرف الحديث . “تهذيب التهذيب” (4 /27) .
وقال الحافظ في “التقريب” (235) : ” صدوق لم يكن بالحافظ ” .
فالحديث ضعيف لهذه العلل .
قال ابن الجوزي في “الموضوعات” (3/ 215) : ” هَذَا حَدِيث لَا يَصح ” .
وقال البوصيري في “الزوائد” (4/ 54) : ” هَذَا إِسْنَاد فِيهِ لين ، وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ مُنْقَطع ، قَالَ البُخَارِيّ : لَا يعرف لعبد الحميد سَماع من أبي هُرَيْرَة ، وَقَالَ الْعقيلِيّ : لَيْسَ لَهُ أصل عَن ثِقَة ” .
وضعفه الألباني رحمه الله في “الضعيفة” (762) .
وله شاهد ، لكنه أشد ضعفاً من الأول ، لا يقويه بشيء .
قال أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب – كما في “اللآلىء المصنوعة” (2/ 344) :
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْملك حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّة الْحَرَّانِي حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ عَلِيّ بْن عُرْوَة عَنْ عَبْد الْملك عَنْ عَطَاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مَرْفُوعا : ( مَنْ شَرِبَ الْعَسَلَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ عَلَى الرِّيقِ عُوفِيَ مِنَ الدَّاءِ الأَكْبَرِ الْفَالِجِ وَالْجُذَامِ والبرص )
وهذا موضوع ، علي بن عروة متروك متهم ، قال ابن معين : ليس بشيء، وقال البخاري : مجهول ، وقال أبو حاتم : متروك الحديث ، وقال صالح بن محمد : عثمان بن عبدالرحمن الوقاصي كان يضع الحديث ، وعلي بن عروة أكذب منه ، وقال مرة : حديثه كله كذب ، وقال ابن حبان : يضع الحديث ، وقال الأزدي : لا يكتب حديثه ، وقال ابن أبي عاصم : منكر الحديث .
“تهذيب التهذيب” (7 /319) .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب