تنزيل
0 / 0

من مات مقتولا ، هل يمكن أن يخرج إلى الناس في المكان الذي قُتل فيه ؟

السؤال: 226998

هل من مات مقتولا يمكن أن يخرج للناس في المكان الذي قتل فيه كما نسمع من كبار السن ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

دعوى أن من مات مقتولا يمكن أن يخرج على الناس في المكان الذي قتل فيه ، دعوى فاسدة
، وهي من أمر الجاهلية .
روى البخاري (5707) ، ومسلم (2220) عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لاَ عَدْوَى ، وَلاَ طِيَرَةَ
، وَلاَ هَامَةَ ، وَلاَ صَفَرَ ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
” ذَكَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ فِي الْمُوَفَّقِيَّاتِ : أَنَّ الْعَرَبَ
كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَقُولُ : إِذَا قُتِلَ الرَّجُلُ وَلَمْ يُؤْخَذْ
بِثَأْرِهِ : خَرَجَتْ مِنْ رَأْسِهِ هَامَةٌ ، وَهِيَ دُودَةٌ ، فَتَدُورُ حَوْلَ
قَبْرِهِ فَتَقُولُ : اسْقُونِي ، اسْقُونِي ، فَإِنْ أُدْرِكَ بِثَأْرِهِ ذَهَبَتْ
، وَإِلَّا بَقِيَتْ ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ شَاعِرُهُمْ :
يَا عَمْرُو إِلَّا تَدَعْ شَتْمِي وَمَنْقَصَتِي أَضْرِبْكَ حَتَّى تَقُولَ
الْهَامَةُ اسْقُونِي
قَالَ : وَكَانَتِ الْيَهُودُ تَزْعُمُ أَنَّهَا تَدُورُ حَوْلَ قَبْرِهِ سَبْعَة
أَيَّام ثمَّ تذْهب .
وَذكر ابن فَارِسٍ وَغَيْرُهُ مِنَ اللُّغَوِيِّينَ نَحْوَ الْأَوَّلِ، إِلَّا
أَنَّهُمْ لَمْ يُعَيِّنُوا كَوْنَهَا دُودَةً، بَلْ قَالَ الْقَزَّازُ :
الْهَامَةُ طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ اللَّيْلِ ، كَأَنَّهُ يَعْنِي البومة .
وَقَالَ ابن الْأَعْرَابِيِّ : كَانُوا يَتَشَاءَمُونَ بِهَا إِذَا وَقَعَتْ عَلَى
بَيْتِ أَحَدِهِمْ ، يَقُولُ : نَعَتَ إِلَيَّ نَفْسِي ، أَوْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ
دَارِي .
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : كَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّ عِظَامَ الْمَيِّتِ تَصِيرُ
هَامَةً فَتَطِيرُ ، وَيُسَمُّونَ ذَلِكَ الطَّائِرَ الصَّدَى . فَعَلَى هَذَا ،
فَالْمَعْنَى فِي الْحَدِيثِ : لَا حَيَاةَ لِهَامَةِ الْمَيِّتِ ، وَعَلَى
الْأَوَّلِ : لَا شُؤْمَ بِالْبُومَةِ وَنَحْوِهَا ” انتهى من ” فتح الباري ”
(10/241) .

فمن مات – بالقتل أو غيره –
خرجت روحه من بدنه ، وذهبت إلى ربها ، فإن كان صاحبها من أهل الإيمان تنعمت روحه ،
وإن كان من أهل الكفران عذبت روحه ، وإن كان من أهل العصيان ، فالله أعلم بحاله ،
فإذا قامت الساعة أعيدت كل روح إلى بدنها ، وبعث الناس ، وقاموا لله رب العالمين ،
ينتظرون فصل القضاء .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله :
” اعْلَمْ أَنَّ مَذْهَبَ ” سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا ” أَنَّ الْمَيِّتَ ،
إذَا مَاتَ : يَكُونُ فِي نَعِيمٍ ، أَوْ عَذَابٍ ، وَأَنَّ ذَلِكَ يَحْصُلُ
لِرُوحِهِ وَلِبَدَنِهِ ، وَأَنَّ الرُّوحَ تَبْقَى بَعْدَ مُفَارَقَةِ الْبَدَنِ
مُنَعَّمَةً أَوْ مُعَذَّبَةً ، وَأَنَّهَا تَتَّصِلُ بِالْبَدَنِ أَحْيَانًا ،
فَيَحْصُلُ لَهُ مَعَهَا النَّعِيمُ وَالْعَذَابُ . ثُمَّ إذَا كَانَ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ الْكُبْرَى أُعِيدَتْ الْأَرْوَاحُ إلَى أَجْسَادِهَا ، وَقَامُوا
مِنْ قُبُورِهِمْ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (4/284) .

فإن تهيأ لبعض الناس أن
القتيل ظهر له في مكان قتله : فهذا من أمر الشيطان ، تبدى له في صورة القتيل ، وزعم
أنه هو ؛ ليلبس على الناس أمر دينهم ، وربما أخبره بأن قاتله فلان ، فيذهب ليخبر
أهله بما رأى ، فتقع الفتنة بين الناس ، ويحصل القتل والفساد في الأرض .

وينظر للفائدة جواب السؤال
رقم : (13183) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android