0 / 0

زوجة مريضة مرضا شديدا ، وزوجها يهملها تماما !!

السؤال: 227112

أختي مريضة في القلب والرئة , بعد الفحوصات قرر الاطباء أنها بحاجة إلى زراعة رئة , والآن مريضة في بيت أهلها منذ 4 شهور من مرضها ، وزوجها غير مهتم بها , ولا بعلاجها منذ 3 شهور من رجوعها من المستشفى , ولا ينفق عليها ولا يزورها , ولا يتصل عليها فقط يتواصل معها عبر الفيس بوك وليس دائما , ولا أحد من أقارب الزوج زارها ، الآن أختي معلقة غير معروف مصيرها ، فبعثنا رجالا للتفاهم معه , ووعد خيرا ، ولم يفي بوعده ، وهو لا يرغب أن تقيم في بيته ، مخافة إن حدث لها شيء أن يتهمه الناس بأنه السبب , مع العلم أن المريضة عمرها 26 سنة ، وزوجها 39 سنة ، وقبل مرضها الأخير قامت بعملية من أجل الإنجاب أكثر من مرة , حتى نجحت إحدى تلك العمليات فحملت ، وأنجبت طفلة ثم توفيت الطفلة , فبدأ الوضع الصحي لها يسوء , مع العلم أن سبب تخثر الدم عند المريضة جاء نتيجة للآثار السلبية للمحاولات المتكررة للإنجاب , الآن المريضة تعاني من تخثر في الدم وقلب ورئة , زيادة على ذلك جلطة خفيفة في اليد اليمنى .
السؤال : ما هو الحكم الشرعي الذي يجب أن نقوم تجاه هذا الزوج ، وما هو الحل ؟
مع العلم أن كفاءة الرئة 20% من عملها ، وحسب تقارير طبية أن كفاءة الرئة ستعمل لمدة سنة ـ والأعمار بيد الله ـ ، علاجها طويل جدا , تحتاج شهر أو سنة أو أكثر . الله أعلم . لو بقيت مريضة عند بيت أهلها لمدة سنة وزوجها غير مهتم بواجباته الشرعبة تجاهها ، فكيف ينظر الشرع لهذه المسألة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أمر الله سبحانه الرجال أن يعاشروا أزواجهم بالمعروف , حتى وإن كانوا يكرهونهن قال تعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) النساء/19 .
قال الإمام ابن كثير – رحمه الله: – ” وقوله تعالى : ( فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً ) ، أي : فعَسَى أن يكون صبركم مع إمساككم لهن وكراهتهن : فيه خير كثير لكم في الدنيا والآخرة ، كما قال ابن عباس في هذه الآية : هو أن يَعْطف عليها ، فيرزقَ منها ولداً ، ويكون في ذلك الولد خير كثير ، وفي الحديث الصحيح : ( لا يَفْرَك [ أي : لا يبغضها بغضا شديدا] مؤمنٌ مؤمنةً ، إن سَخِطَ منها خُلُقا رَضِيَ منها آخر ) ” .
انتهى من ” تفسير ابن كثير ” ( 2 / 243 ) .

ولا شك أن من المعاشرة بالمعروف التي أمر الله تعالى بها أن ينفق الزوج على زوجته , وهذا من أعظم حقوقها عليه , وقد نص الله تعالى على ذلك بقوله : (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)البقرة/ 233 , وقد سبق الحديث عن وجوب نفقة الزوجة في الفتوى رقم : (3054).

وتشمل النفقة كل ما تحتاجه الزوجة من طعام وشراب وملبس ومسكن حتى العلاج عند بعض أهل العلم , وعلى ذلك فيجب على هذا الزوج أن ينفق على زوجه ، وأن يعالجها من مرضها ، وأن يبذل في ذلك من ماله وجهده بقدر وسعه وطاقته ؛ فإن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ، ولا يطالبها إلا بما آتاها, قال تعالى : ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )البقرة/ 286 , وقال تعالى : ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا )الطلاق/ 7.
وينظر جواب السؤال رقم : (83815) .

وأما ما ذكرته من أن هذا الزوج لا يريدها أن تنام في بيته ، حتى إن أصابها ضرر لا ينسب إليه : فهذا ليس من حقه ؛ بل واجب عليه أن يسكنها في بيته ، فإن ذلك من حقوقها عليه , وقد قال الله تعالى في المطلقة : ( لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ )الطلاق/ 1 ، وقال أيضا : ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) الطلاق/ 6 .
فإذا كان هذا حق للمطلقة ؛ فهو حق للزوجة التي ما زالت في عصمة الزوج من باب أولى .

والواقع أن ما يفعله هذا الزوج ، من إهمال زوجته ، كل هذا الإهمال ، والجفوة البالغة التي يجفوها ، بعيد كل البعد عن الاختلاف في مسألة فقهية ، وهي : هل يلزم لزوج أن ينفق على زوجته من أجل علاجها ؟ بل يتعدى ذلك إلى ترك العشرة بالمعروف ، والإحسان إلى الخلق ، لا سيما الزوجة والأهل ، بل الجفوة والغلظة في المعاملة ، وترك الوفاء ، وحسن العهد مع العشير.
عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي ) . رواه الترمذي (3895) ، وقال : حديث حسن صحيح . وصححه الألباني
فالذي ننصح به هذا الزوج أن يحسن إلى زوجته ويتحمل مرضها ، ويحتسب ما يبذله من مال أو تعب ، حتى يفوز عند الله تعالى ويكون من خير الناس .
وإذا كان يفعل ذلك لكونه لا يستطيع أن ينفق على علاجها فيمكنه التفاهم في ذلك مع أهلها ، وليعلم أن الله تعالى لا يكلفه إلا بما يستطيع .
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالكم ، وأن يشفي مريضتكم .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android