أنا شاب في الثلاثين ، رغبت في الزواج من فتاة أحبها وأتعلق بها وهي على دين وخلق ، ولكن اعترضت أمي وأخوتي على زواجي بها لأسباب وظروف ما (من بينها أنهم يريدون لي الزواج بفتاة ذات مركز وثروة أفضل) ، حاولت إقناعهم مرارا ولكني لم أوفق في ذلك وهددوا بمقاطعتي إن أنا تزوجتها ، لم أسمع لتهديدهم وتزوجتها بالفعل ونفذ أهلي تهديدهم وقاطعوني مقاطعة تامة .
أنا سعيد مع زوجتي ولكني أشعر بالأسى والمرارة لموقف أهلي وخذلانهم لي في الوقت الذي كنت أحتاجهم بجواري . حاولت إصلاح العلاقات بعد الزواج وتوسيط بعض أهل الخير دون جدوى ، والآن بعد مرور ما يقرب من عام أشعر بشدة الجفوة وزيادة الشقاق والقطيعة بيننا ، فهل أنا آثم في موقفي هذا وهل يحق لأمي أن تستخدم حقها علي في برها كوسيلة لإرغامي على السير حسب رأيها وسلبي الحق في تقرير مصيري واختيار شريكة حياتي ؟.
قاطعه أهله لأنه تزوج بدون موافقتهم
السؤال: 22724
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
النصيحة للوالدين والإخوة ألا يمنعوا ابنهم من الزواج ممن يحب إذا كانت على دين وخلق .
وعليهم أن يحرصوا على سعادته وراحته ، وزواجه بمن لا يحب يجعله بين نارين : فإما أن يطلقها ، وإما أن يعيش معها وهو كاره لها وقلبه متعلق بغيرها . وفي ذلك ضرر عليه وعليها ، وتعريض الأسرة للانهيار .
وليس من حق الوالدين أن يلزما ولدهما بالزواج ممن لا يحب ، ولا يحل لهم أن يقاطعوه إن خالفهم في ذلك.
فإن هجر المؤمن لأخيه المؤمن حرام ما لم يكن هناك سبب شرعي .
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ . رواه البخاري (6065) . ويعظم الإثم في الهجر بغير حق إذا هجر الرجل ابنه أو أمه أو أخاه أو قريبه لأنه يكون قد جمع بين معصيتين وهما : هجر المسلم ، وقطيعة الرحم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد ، فإن امتنع لا يكون عاقاً كأكل ما لا يريد اهـ الاختيارت (ص 344) .
وعلى هذا فلست بآثم على ما فعلت ، ولكن عليك أن تستمر في بر والدتك وصلة إخوانك بما تستطيع ، وحاول أن تصلح ما بينك وبينهم ، ولتذهب إلى أمك ولتقبل رأسها ويديها فإنها لا تريد -إن شاء الله تعالى- إلا سعادتك ، فأخبرها بأنك سعيد في حياتك ، واطلب منها الرضى .
وكذلك فافعل مع إخوانك .
فإن استمروا على مقاطعتهم لك ، فاستعن بالله واستمر أنت على برهم وصلتهم وتذكر قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا . رواه البخاري (5991)
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالكم وجميع المسلمين .
والله تعالى أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب