0 / 0
23,58129/04/2015

هل مقولة : “من علامات المرجئة أنهم يصفون أهل السنة بالخوارج” ثابتة عن الإمام أحمد بن حنبل ؟

السؤال: 227277

هل هذا القول صحيح عن الإمام أحمد بن حنبل “من علامات المرجئة أنهم يصفون أهل السنة بالخوارج ” ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لم نقف على هذا النص من قول الإمام أحمد رحمه الله تعالى ، وإن كان بعض الناس قد نسب هذه المقالة إليه ، ويعزون ذلك إلى ما رواه عنه حرب الكرماني في عقيدته المشهورة ” معتقد أهل السنة والجماعة ” ، وليست في كتاب حرب كما ذكروا .

ولا غرابة في هذا القول سواء كان صادرا من الإمام أحمد أو من غيره ؛ لأنه حق وواقع ، فلم يزل أهل الإرجاء يرمون أهل السنة بأنهم خوارج منذ زمن بعيد إلى اليوم ؛ لأنهم لم يوافقوهم على مذهبهم .

كما أن الخوارج يرمون أهل السنة والجماعة بالإرجاء ؛ ويبدعونهم ، ويكفرونهم ، كما نقله حرب الكرماني في عقيدته (ص 109) عن الإمام أحمد : ” وأما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة ، وكذبت الخوارج ، بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان – دون الناس – ومن خالفهم كفار ” انتهى .
ولعل السامع قد سمع بهذه العبارة المنقولة ، فانقلبت عليه ، فنقلها على نحو ما جاء في السؤال.

وفي هذه العقيدة أيضا : ” وأما المرجئة : فإنهم يسمون أهل السنة شُكَّاكا ؛ وكذبت المرجئة ؛ بل هم بالشك أولى ، وبالتكذيب أشبه ” انتهى ، ينظر : “طبقات الحنابلة” لأبي يعلى (1/35) .
وإنما افترى المرجئة ذلك لقول أهل السنة بمشروعية قول : أنا مؤمن إن شاء الله ، وهو ما يعرف بالاستثناء في الإيمان .
وينظر جواب السؤال رقم : (2689) .

والحاصل : أن أهل السنة وسط بين ملل أهل الإسلام ، فهم في باب الإيمان وسط بين الخوارج والمرجئة ، كما أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وسط بين تفريط اليهود وإفراط النصارى ، وكثيرا ما يكون الحق وسطاً بين باطلين .
قال ابن تيمية رحمه الله : ” الإسلام وسط في الملل بين الأطراف المتجاذبة ، والسنة في الإسلام كالإسلام في الملل ” انتهى من ” الصفدية ” (2/ 310) .
وقال عن أهل السنة : إنهم ” في باب الأسماء والأحكام بين من أخرج أهل المعاصي من الإيمان بالكلية كالخوارج وأهل المنزلة [يعني المعتزلة] ، وبين من جعل إيمان الفساق كإيمان الأنبياء والصديقين كالمرجئة ” انتهى من ” جامع المسائل ” (3/ 90) .

وإذا كان أهل السنة وسطا بين هاتين الفرقتين الضالتين ، فلابد أن ينالهم من كلا الطرفَين ما ينالهم ، ولن يضيرهم ذلك بإذن الله ، كما قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) .
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله ” أي : اجتهدوا في إصلاحها وكمالها ، وإلزامها سلوك الصراط المستقيم ، فإنكم إذا صلحتم لا يضركم من ضل عن الصراط المستقيم ، ولم يهتد إلى الدين القويم ، وإنما يضر نفسه ” انتهى من ” تفسير السعدي ” (1/246) .

وينظر جواب السؤال رقم : (175217) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android