تنزيل
0 / 0
26,62203/11/2015

أثر عن عمر في : أيّ آي القرآن أحكم ؟ وأيّ آي القرآن أجمع ؟ وأيّ آي القرآن أرجى ؟

السؤال: 227395

ما صحة هذه القصة ؟
” التقى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بمسافرين في طريق سفره ، والليل مخيم ، ويحجب الرَّكب بظلامه ، وكان في الرَّكب عبدالله بن مسعود ، فأمر عمر رجلاً أن يناديهم : من أين القوم؟ فأجاب عبدالله بن مسعود – وعمر بن الخطاب لا يعلم من هو – من الفج العميق ، فقال عمر: وأين تريدون ؟ ، فقال عبدالله : البيت العتيق ، فقال عمر: إن فيهم عالماً ، وأمر رجلاً فناداهم : أي القرآن أعظم ؟ فأجاب عبدالله بن مسعود : (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) ، فقال عمر: نادهم أي القرآن أحكم ؟ فأجاب عبدالله: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى)، فقال عمر: نادهم أي القرآن أجمع ؟ فأجاب عبدالله: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره)، فقال عمر: نادهم أي القرآن أخوف؟ فأجاب عبدالله (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به ولا يجد له من دون الله وليًا ولا نصيرًا)، فقال عمر: نادهم أي القرآن أرجى؟ فأجاب عبدالله: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم)، قال عمر: نادهم أفيكم عبدالله بن مسعود؟ قالوا: اللهم نعم ” .

ملخص الجواب

والخلاصة : أن هذا الأثر بتمامه لا يصح سنده ، وإنما صح مختصرا ، ليس فيه ابن مسعود ، وسياقه مختلف تماما عن المذكور في السؤال . والله أعلم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الأثر رواه بتمامه الحافظ أبو الطاهر السِّلَفي رحمه الله في “الطيوريات” (173)
فقال :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ بِمِصْرَ، حدثنا
محمد بن الْحَسَنِ بْنِ دُرَيد، ثنا الْعُكْلِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ
الْهَيْثَمِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
لَقِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَكْبًا فِي سَفَرٍ لَيْلا
فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَأَمَرَ عُمَرُ رَجُلا يُنَادِيهِمْ: مِنْ
أَيْنَ الْقَوْمُ؟ فَأَجَابَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: أَقْبَلْنَا مِنَ
الْفَجِّ الْعَمِيقِ. فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
الْبَيْتُ الْعَتِيقُ.
فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ فِيهِمْ لَعَالِمًا، فَأَمَرَ رَجُلا يُنَادِيهِمْ: أَيُّ
الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ فَأَجَابَهُ عَبْدُ اللَّهِ: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ
الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حَتَّى خَتَمَ الآيَةَ، قَالَ: نَادِهِمْ: أَيُّ الْقُرْآنِ
أَحْكَمُ؟ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالإِحْسَانِ) فَقَالَ: نَادِهِمْ: أَيُّ الْقُرْآنِ أَجْمَعُ؟ فَقَالَ ابْنُ
مَسْعُودٍ: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فَقَالَ عُمَرُ: نَادِهِمْ، أَيُّ الْقُرْآنِ
أَحْزَنُ؟ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) الآيَةَ،
فقَالَ عُمَرُ: نَادِهِمْ: أَيُّ الْقُرْآنِ أَرْجَى؟ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ
رَحْمَةِ اللَّهِ) الآيَةَ، قَالَ عُمَرُ: نَادِهِمْ، أَفِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مَسْعُودٍ؟ فَقَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ ” .

وهذا إسناد ضعيف جداً .
– ابن دريد : قال الدارقطني: تكلموا فيه. وقال أبو منصور الأزهري : دخلت على ابن
دريد فرأيته سكران . وقال مسلمة بن القاسم: كان كثير الرواية للأخبار وأيام الناس
والأنساب، غير أنه لم يكن ثقة عند جميعهم، وكان خليعا .
“لسان الميزان” (5 /133) .
– العكلي : لم نجد له ترجمة .
– الهيثم بن عدي : كذبه ابن معين ، والبخاري ، وأبو داود .
وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
انظر: “ميزان الاعتدال” (4 /324) .
– مجالد ، هو ابن سعيد ، ضعيف الحديث ، ضعفه ابن مهدي، ويحيى بن سعيد ، وأحمد بن
حنبل ، وابن معين ، وابن سعد ، وغيرهم ، انظر “التهذيب” (10/37) .
– الشعبي ، عامر بن شراحيل ، لم يسمع من ابن مسعود كما قال أبو حاتم ، والدارقطني ،
والحاكم ، كما في “التهذيب” (5/60) ، وبالأحرى لم يسمع من عمر ، وقد صرح بذلك المزي
في “تهذيب الكمال” (14 /30).
وهذا الأثر رواه ـ أيضا ـ عبد الرزاق في “تفسيره” (3/ 449) ، فقال :
قَالَ مَعْمَرٌ ، وَبَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَرَّ بِهِ رَكْبٌ
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَسْأَلُهُمْ مَنْ هُمْ؟ فَقَالُوا: جِئْنَا مِنَ الْفَجِّ
الْعَمِيقِ ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نَؤُمُّ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ ،
قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ
لِهَؤُلَاءِ لَنَبَأٌ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ: أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ
اللَّهِ أَحْكَمُ؟ قَالُوا: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) قَالَ: فَأَيُّ آيَةٍ أَعْدَلُ؟
قَالُوا: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي
الْقُرْبَى) قَالَ: فَأَيُّ آيَةٍ أَعْظَمُ؟ فَقَالُوا: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) قَالَ: فَأَيُّ آيَةٍ أَرْجَى؟ قَالُوا: (قُلْ يَا
عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ
اللَّهِ) قَالَ: فَأَيُّ آيَةٍ أَخْوَفُ؟ قَالُوا: (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ
بِهِ) قَالَ: سَلْهُمْ أَفِيهِمُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ .

وهذا إسناد منقطع ، فمعمر ،
هو ابن راشد ، وهو من كبار أتباع التابعين ، ولد سنة 95 ه أو التي بعدها ، فبينه
وبين عمر رضي الله عنه رجلان على الأقل ، انظر: “التقريب” (ص75) ، ” سير أعلام
النبلاء ” (7/5) .

وقد روى عبد الرزاق في
“مصنفه” (2/ 390) هذا الأثر مختصرا مغايرا لهذا السياق، فقال :
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ
قَالَ: لَقِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَكْبًا يُرِيدُونَ الْبَيْتَ، فَقَالَ:
مَنْ أَنْتُمْ؟ فَأَجَابَهُمْ أَحْدَثُهُمْ سِنًّا، فَقَالَ: عِبَادُ اللَّهِ
الْمُسْلِمُونَ . قَالَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ قَالَ: مِنَ الْفَجِّ الْعَمِيقِ .
قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالَ: الْبَيْتَ الْعَتِيقَ، قَالَ عُمَرُ:
تَأَوَّلَهَا لَعَمْرُ اللَّهِ ، فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ أَمِيرُكُمْ؟ فَأَشَارَ
إِلَى شَيْخٍ مِنْهُمْ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ أَنْتَ أَمِيرُهُمْ ، لِأَحْدَثِهِمْ
سِنًّا ، الَّذِي أَجَابَهُ بِجَيِّدٍ .
وهذا إسناد صحيح متصل .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android