تنزيل
0 / 0
13,15413/06/2015

هل الأفضل التفقه على مذهب معيّن ؟

السؤال: 228194

سؤالي حول اتباع المذاهب مع علمي أنكم تعرضتم لهذا الموضوع من قبل ، ولكن أرجو منكم الإجابة على سؤالي بشيء من التفصيل للفصل بين النزاع الذي يحدث في يومنا هذا: هل يستحب للشخص تعلم الفقه على مذهب واحد ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

تعّلم الفقه على مذهب معيّن ، يفرّق أهل العلم فيه بين صورتين :
الصورة الأولى :
دراسة الفقه على مذهب معيّن لأجل اكتساب الملكة الفقهية بأيسر طريق ، ولأجل وفرة
المؤلفات الفقهية المنهجية في كل مذهب ، ووفرة شيوخ المذاهب ، فيأخذ الطالب هذه
الكتب الفقهية المذهبية على أنها وسيلة ، وليس لأنها هي كل الحق الذي لا يجوز خلافه
، بل متى ظهر له في مسألة ما أن السنة الثابتة ، بخلاف قول المذهب الذي يدرسه ترك
قول المذهب ، واتبع الدليل .
فهذا الأمر لا بأس به وليس مذموما ، بل هو طريقة حسنة مشروعة .
قال الذهبي رحمه الله تعالى :
” شأن الطالب أن يدرس أولا مصنفا في الفقه [والغالب في هذا المصنف لا سيما في زمن
الذهبي أنه سيكون على مذهب من المذاهب المعروفة] ، فإذا حفظه ، بحثه وطالع الشروح ،
فإن كان ذكيًّا ، فقيه النفس ، ورأى حجج الأئمة ، فليراقب الله ، وليحتط لدينه ،
فإن خير الدين الورع ، ومن ترك الشبهات ، فقد استبرأ لدينه وعرضه ، والمعصوم من
عصمه الله ” .
انتهى من ” سير أعلام النبلاء ” (8 / 90 – 91) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
” ولاشك أن الإنسان ينبغي له أن يركز على مذهب معين ، يحفظه ويحفظ أصوله وقواعده ،
لكن لا يعني ذلك أن يلتزم التزامًا تامّاً بما قاله الإمام في هذا المذهب ، كما
يلتزم بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ، لكنه يبني الفقه على هذا ، ويأخذ من
المذاهب الأخرى ما قام الدليل على صحته ، كما هي طريقة الأئمة من أتباع المذاهب
كشيخ الإسلام ابن تيمية ، والنووي وغيرهما حتى يكون قد بنى على أصل … ” انتهى من
” مجموع فتاوى ابن عثيمين ” (26 / 176 – 177) .

الصورة الثانية :
أن يغلو الطالب في المذهب الذي يدرسه وذلك :
إما بالغلو في دراسة المذهب ، فيغرق الطالب في متونه طوال عمره ، مكتفيا ، ومستغنيا
بها عن نصوص الكتاب والسنة ، ومعرضا تماما عن التفقه فيهما ، فهذا الأمر مذموم لأن
فيه نوع إعراض عن نصوص الوحي ، متى كان قادرا على الرجوع إليها ، والاستنباط منها
بنفسه .
وإما بغلو الطالب في أقوال المذهب ، فيتمسك بها ، ولو علم أن النصوص الشرعية على
خلافها ، فهذا هو التعصب المذموم الذي حذّر منه أهل العلم ، حتى أئمة هذه المذاهب
أنفسهم. وقد سبق نقل شيء من أقوالهم في هذا في الفتوى رقم : (23280)
.
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android