تنزيل
0 / 0

حكم وضع دعاء بقصد الشكاية في ” الواتس أب “

السؤال: 228754

ما حكم من يضع على الوتس أب صورة أو حالة يكون فيها دعاء ( يا رب ارزقني شافيني ) وهو لا يقصد فيها الدعاء ، ولكن يقصد بالدعاء أن يشكي حالته للناس وليس لله ، هل هذا من أنواع الشرك بالله ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
يجوز للإنسان أن يضع في حالته على ” الواتس أب ” ، ذكراً من الأذكار أو دعاءً من
الأدعية ، مثل : ( يا رب ارزقني ، أو سبحان الله وبحمده ) ونحو ذلك ، مادام أن
اللفظ الموضوع في الحالة ليس فيه محذور شرعي ، كأن يكون لفظ الدعاء فيه اعتداء ،
فهذا لا يجوز .

وينظر للفائدة في مسألة
الاعتداء في الدعاء إلى جواب السؤال رقم : (41017)
، وجواب السؤال : (128084) .

ثانياً :
إخبار الشخص غيره بما عليه من حال ، من مرض أو فقر أو بلاء ونحو ذلك ، إن كان الغرض
من الإخبار : مجرد إعلام وإخبار فقط ، فهذا لا بأس به ، وأما إذا كان القصد من ذلك
الإخبار : شكاية الخالق للمخلوق ، والاعتراض والتسخط على قضاء الله ، فهذا إخبار
مذموم ؛ وفيه دلالة على أن ذلك العبد غير صابر على ما كتبه الله وقدره عليه .

قال القرطبي رحمه الله :
” فَأَمَّا الشَّكْوَى عَلَى غَيْرِ مُشْكٍ ( أي : لمن لا يؤمل منه إزالتها )
فَهُوَ السَّفَهُ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَى وَجْهِ الْبَثِّ وَالتَّسَلِّي ”
انتهى من ” تفسير القرطبي ” (9/253) .

وقال ابن القيم رحمه الله :
” إخبار المخلوق بالحال ، فإن كان للاستعانة بإرشاده أو معاونته والتوصل إلى زوال
ضرر ، لم يقدح ذلك في الصبر ، كإخبار المريض للطبيب بشكايته ، وإخبار المظلوم لمن
ينتصر به بحاله ، وإخبار المبتلى ببلائه لمن كان يرجو أن يكون فرجه على يديه ، وقد
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على المريض يسأله عن حاله ، ويقول : ( كيف
تجدك ؟ ) ، وهذا استخبار منه واستعلام بحاله ” انتهى من ” عدة الصابرين ” (ص/271) .

وجاء في ” الآداب الشرعية ”
لابن مفلح رحمه الله (2/174) :
” وَقَالَ الشَّيْخُ مَجْدُ الدِّينِ فِي شَرْحِ الْهِدَايَةِ : وَلَا بَأْسَ أَنْ
يُخْبِرَ بِمَا يَجِدُهُ مِنْ أَلَمٍ وَوَجَعٍ لِغَرَضٍ صَحِيحٍ ، لَا لِقَصْدِ
الشَّكْوَى ” انتهى .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله :
” كتمان المرض خير من إعلانه ، لكن إعلانه والإخبار به ، لا على وجه الشكوى : لا
بأس به ؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وارأساه ) . فإذا سئل المريض : لا
بأس عليك ، ما الذي فيك ؟ وقال : فِيَّ كذا وكذا ، بدون أن يقصد بهذا التشكيَ ،
وإنما يقصد الإخبار : فلا بأس ؛ ولهذا كان بعض المرضى يقول ، إخباراً لا شكوى :
فِيَّ كذا وكذا ، ومن المعلوم أن العاقل لا يمكن أن يشكو الخالق إلى المخلوق ؛ لأن
الخالق أرحم به من نفسه وأمه ، والشكاية للمخلوق تنافي الصبر ؛ لأن مضمونها التسخط
من قضاء الله وقدره ، وما أصدق قول الشاعر:
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما ……تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم ” .
انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” لابن عثيمين .

وعليه ، فلو كان قصد واضع
ذلك الدعاء على ” الواتس أب ” ، الاعتراض على القدر ، وشكاية الخالق إلى المخلوق ،
فهذا غرض وقصد مذموم ، وصاحبه واقع بذلك فيما ينافي الصبر .

قال ابن القيم رحمه الله :
” لما كان الصبر : حبس اللسان عن الشكوى الى غير الله ، والقلب عن التسخط ،
والجوارح عن اللطم وشق الثياب ونحوها ؛ كان ما يضاده واقعا على هذه الجملة ، فمنه
الشكوى إلى المخلوق ، فإذا شكا العبد ربه إلى مخلوق مثله ، فقد شكا من يرحمه إلى من
لا يرحمه ” .
انتهى من ” عدة الصابرين ” (ص/271) .
وينبغي للمسلم أن ينزل حاجته وشكواه بربه ، وأن يعلق قلبه به ، فهو سبحانه قاضي
الحاجات وكاشف الكربات وشافي الأبدان والقلوب من أسقامها ، كما قال تعالى عن يعقوب
عليه السلام : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ
اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) يوسف / 86 .

وينظر للفائدة إلى جواب
السؤال رقم : (219462) .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android