تنزيل
0 / 0

لديها مشكلة في عضلات الحوض مما يسبب لها مشقة في الطهارة للصلاة وتسأل عن الحكم.

السؤال: 229204

أنا مصابة بعلة في عضلات الحوض ، بعد قضاء الحاجة ، أستنجي وأكون نظيفة لكن بعدها بدقائق إذا مسحت بمنديل أجد أثر الفضلات على المنديل ، فأستنجي مرة أخرى وأكون نظيفة ، ثم بعدها بنصف ساعة أجد أني غير نظيفة فأستنجي مرة أخرى وهكذا أحيانا أكون نظيفة بعد الاستنجاء مرتين وأحيانا بعد الاستنجاء مرات متفرقة خلال 7 ساعات بالتقريب ، هي الفترة التي تعود فيها عضلات الحوض لمكانها الطبيعي وتغلق فتحة الدبر فأكون نظيفة ، الصلاة أصبحت هم وعبء ثقيل علي ، هجرت القرآن ، لا أذكر الله في الوقت الذي أشاء ؛ لأني أعلم أني لست نظيفة والاستنجاء في حد ذاته يمثل ألماً نفسيا لي لأني يجب أن أدخل أصبعي ، فكل مرة أريد أن أصلي يجب أن أستنجي وأشعر بالإهانة ، ثم أتوضأ ثم أشك في طهارتي ، كرهت الوضوء وكرهت الطعام ، وكرهت نفسي ، أصبحت أؤخر الصلاة ، وأفوتها لأني تعبت ، ولا آكل كثيرا حتى لا اضطر لدخول الحمام ، ولا أخرج من البيت لأني لا أستطيع التطهر للصلاة خارجه ،
أيضاً عندما أستنجي وأتوضأ وأصلي الصلاة في آخر وقتها ثم يدخل وقت الصلاة التي تليها ، فأحياناً أصلي الصلاة بعدها مباشرة رغبة في ثواب الصلاة على وقتها رغم شكي بنسب تتراوح بين 60% و80% أني غير طاهرة لكني أقول لنفسي الشك لا ينقطع سوى باليقين لكني أشعر أن صلاتي غير مقبولة لوجود نسبة شك كبيرة ، وفي أغلب الوقت أؤخرها لآخر الوقت حتى أستطيع تهيئة نفسي لتقبل المعاناة والوضوء من جديد ، وهذا في حد ذاته يؤلمني لأني أضيع ثواب الصلاة ، قرأت أنه إذا كان هناك متسع من الوقت فيجب التأكد من الطهارة وهذا يشق علي ، حياتي أصبحت جحيما ، تعبت من الفتاوى المتناقضة لا أعرف ما الذي ينطبق علي ؟ هل أعد من أصحاب السلس ؟ هل أصلي الصلاة في وقتها مع الشك أم أؤخرها وأعاني لتحقيق اليقين ؟ كيف أصلي وأنا ضميري مرتاح ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
دين الله كله يسر ، وليس في أحكام الشريعة الإسلامية ما يوقع المسلم في الحرج
والضيق ، قال الله تعالى : (وما جعَلَ عليْكم في الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) الحج/78.
ولكن المسلم هو الذي يخالف أحكام الشريعة ، ويطيع الشيطان ، فيجلب على نفسه الحرج
والمشقة والضيق ، ويظن أن ذلك من الشريعة نفسها ، والشريعة بريئة من ذلك .

وقد يتدرج الشيطان مع العبد
شيئا فشيئا ، حتى يجره من تلك المشقة إلى ترك العبادة ، أو التهاون بها ، ويجعل
حياته كلها ضيقا وجحيما ، وهذا هو الذي وقع معك .

والأمر أيسر من أن يسبب لك
أي ضيق أو حرج ، فالمشروع للمسلم بعد قضاء الحاجة أن يغسل الموضع الظاهر الذي
أصابته النجاسة ، ولم تكلفه الشريعة الإسلامية بأكثر من هذا ، فلا يشرع للمسلم بعد
ذلك أن يفتش في ثيابه أو أن يختبر نفسه بمنديل أو أن يدخل إصبعه … إلخ ، فكل ذلك
من التشدد والتكلف الذي نهت عنه الشريعة .

جاء في ” فتاوى اللجنة
الدائمة – المجموعة الثانية ” (4/33) :
” ما حكم إدخال الإصبع في الدبر لإخراج ما فيه عند الاستنجاء ؟
الجواب : لا يجوز إدخال الإصبع في الدبر من أجل تطهير داخله ؛ لأن هذا من التكلف
المنهي عنه ، وإنما الواجب غسل الظاهر من النجاسة وهو الاستنجاء ” انتهى .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (65521)
.
وهذا التشدد الذي تفعلينه هو الذي أوقعك فيما أوقعك فيه .

ثانيا :
الحالة التي تعانين منها لا تخرج عن أحد احتمالين ، الأول : أن تكون مجرد وسوسة
أنتجها التشدد والتكلف ، وليست حالة مرضية .
وفي هذه الحالة لا يزمك أكثر من الاستنجاء والوضوء ثم تصلين ، ولا يلزمك بل لا يشرع
لك التفتيش في الثياب .
جاء في ” فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الثانية ” (4/32) :
” عليكَ إذا قضيتَ حاجتك أن تستنجي وتنظف المخرج بعدما ينقطع البول تماما ثم تتوضأ
، وإذا توضأت ثم شككت بعد ذلك هل خرج منك شيء أو لا ، فالأصل بقاء الطهارة ، ولا
أثر للشك ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد
ريحا ) ” انتهى .

وإذا افترضنا أنه ظهر لك بعد
ذلك أن الثياب فيها شيء ، فصلاتك السابقة صحيحة ، ولا عليك إلا أن تغيري الثياب
التي أصابتها النجاسة ، ثم تستنجين ، وتتوضئين للصلاة الأخرى .

الاحتمال الثاني :
أن تكون بك حالة مرضية بالفعل ، وقد ذكرت أن ذلك قد يمتد إلى سبع ساعات ، ومثل هذا
يأخذ حكم السلس ، فلا يزمك إلا الاستنجاء ووضع منديل أو قطعة قماش أو فوطة تمنع من
انتشار النجاسة ، ثم تتوضأين وتصلين ، ولا يضرك إن خرج شيء ، سواء خرج قبل الصلاة
أو أثناءها .
ثم عند الصلاة التي بعدها تغيرين (المنديل) وتستنجين وتتوضأين ، وهكذا لكل صلاة .

ولك في هذه الحالة أن تجمعي بين الصلاتين جمعا صوريا ؛ بمعنى أن تؤخري صلاة الظهر
إلى آخر وقتها ، فإذا فرغت منها ، يكون وقت العصر قد قارب الدخول ، فتصلين العصر في
أول وقتها ، ليكون تغييرك للمنديل ، أو الحفاضة الداخلية ، ودخولك الحمام : مرة
واحدة ، بدلا من مرتين ، وهكذا تفعلين مع المغرب والعشاء ، والفجر تصلينه مفردا .

ولك أيضا ، إذا احتجت إلى ذلك : أن تجمعي بين الصلاتين ، جمعا حقيقيا ، إما جمع
تقديم وإما جمع تأخير ، دفعا للحرج والمشقة ، فتتنظفين وتتوضأين مرة واحدة وتصلين
الظهر والعصر ، وهكذا في المغرب والعشاء ، وهذا الجمع قد تحتاجين إليه إذا خرجت من
البيت ، فيكون أيسر لك وأهون عليك .

فتبين لك بذلك أن الله لم
يوقعك في حرج ولا عنت ، على أيٍّ من الاحتمالين ، وأن الأمر سهل يسير ، ليس فيه شيء
من الضيق والحرج .

ثالثا :
الحالة التي تعانين منها لا تأثير لها إلا على الوضوء والصلاة فقط .
وأما ذكر الله تعالى ، وقراءة القرآن فإن المسلم يذكر الله على جميع أحواله ،
متوضأً أو غير متوضئ ، ويقرأ القرآن على جميع أحواله ، ما لم يكن جنبا ، فقد ” كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه” كما قالت عائشة رضي الله
عنها فيما رواه مسلم (558) في صحيحه .
وكان يقرأ القرآن ما لم يكن جنبا ، رواه الترمذي (136) .

فلا يصدنك ما تعانين منه عن
ذكر الله تعالى وقراءة القرآن ، فذلك هو ما يريده الشيطان منك نسأل الله تعالى لك
التوفيق والسداد .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android