0 / 0
40,09307/07/2015

العفو عن يسير سلس البول بعد كمال التحفّظ

السؤال: 230448

لي سؤال حول رجل يعاني من قطرات البول بعد التبول لفترة طويلة – أي شخص يأخذ أحكام صاحب السلس – فيتحفظ منه بلف مناديل ورقية حول ذكره : حوالي أربع مناديل مطوية – وهو ما يشكل عدة طبقات (ستة عشر) تفصل الذكر عن اللباس الداخلي – والقطرات حسب غلبة الظن يسيرة إلا أنها تمر من طبقة لطبقة ولا تصل مباشرة للباس ، وبمرور الوقت يشك في تنجس اللباس خاصة وأن المناديل تعرق بفعل الحرارة وتصبح رطبة وربما – وليس يقينا – تجاوزت القطرات اليسيرة كل الطبقات ووصلت للباس الداخلي فهل هذا معفو عنه ؟
علما وأنه في تغيير اللباس عند كل صلاة مشقة كبيرة ، وأيضا في الإسراف في استعمال المناديل حرج ، فهي كما هو معلوم بضاعة ذات ثمن ، ولكن يبقى الإشكال في مخافة أن يكون هناك تهاون وتقصير في التحرّز من النجاسة ، ففي عديد من الفتاوى يقال : بأن على المريض التحفظ بشد خرقة فأرجو تبيين نوع الخرقة – أو حتى طرح مثال أكرمكم الله – وكيفية تطهيرها ؟ وما المعفو عنه عند وصول قليل من هذه القطرات للثوب الداخلي ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
يبعد أن تمر قطرات البول اليسيرة عبر كل هذه الطبقات المذكورة من المناديل ، والذي يظهر أن هذا الشك ناتج عن وسوسة زائدة ؛ ولذا فالواجب عليك إهمال ذلك ، وعدم الالتفات إليه ، وبهذا يحصل الشفاء من الوسوسة ؛ لأن الإنسان كلما تغافل عن الوساوس ؛ كان ذلك أدعى لعلاجه ، وكلما التفت إليها ، تمكّنت منه ، وازدادت عليه ، حتى تنغّص عيشه ، وتصعّب عليه كثيرا من الأحكام الشرعية ، وربما تنتهي به إلى ترك العمل بتلك الأحكام ، والعياذ بالله .

ولذلك فقد نص العلماء على أن الشك إذا كثر ، وجب طرحه وعدم اعتباره ، وعدم الالتفات إلى احتمال وقوع الأمر المشكوك فيه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ” إذا كان [أي : السلس] وهْما ، كما يوجد في بعض الناس الذين عندهم وساوس ؛ فإن هذا لا يلتفت إليه إطلاقا ، يعرض عنه ، ويتلهى عنه ، وسيزول عنه بإذن الله ” انتهى من اللقاء (السادس والعشرين) من ” لقاءات الباب المفتوح ” .
وللاستزادة يرجى مراجعة السؤال : (62839) .

ثانيا :
على افتراض السلامة من داء الوسوسة ، وأن قطرات البول تتساقط فعلا دون تحكم ، وتتجاوز طبقات المناديل ، فإن العلماء قد نصوا على العفو عن يسير سلس البول ، بعد كمال التحفظ ، بلف منديل معتاد ، أو خرقة ، أو نحوها ، وما خرج عن ذلك كله : فهو معفو عنه ؛ لصعوبة الاحتراز منه ، وضبط الأمر بالكلية .
قال البهوتي في ” شرح منتهى الإرادات ” (1/108) :
ويعفى ” عن يسير سلس بول ، بعد كمال التحفظ ، لمشقة التحرز منه ” انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين : ” ومن يسير النجاسات التي يعفى عنها ، لمشقة التحرز منه : يسير سلس البول لمن ابتلي به ، وتحفظ تحفظا كثيرا قدر استطاعته ” .
انتهى من ” الشرح الممتع على زاد المستقنع ” (1/ 447) .

فالشرع الحنيف مبني على اليسر والسهولة ، لا على التشديد والوسوسة ، كما قال تعالى : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ العُسرَ ) ، ولقوله تعالى : ( مَا جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدِّينِ مِن حَرَجٍ ) ، ولقوله تعالى : ( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجعَلَ عَلَيكُم مِن حَرَجٍ ) ، وفى الصحيح عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّمَا بُعِثتُم مُيَسِّرِينَ وَلَم تُبعَثُوا مُعَسِّرِينَ ) .

والسؤال عن نوع الخرقة وكيفية تطهيرها ، مما يؤكد إصابة السائل بالوسوسة ، فعليه أن يجتنب الاسترسال مع الوساوس ، وأن يسأل الله العافية منها ، فالخِرَق التي تمنع وصول البول إلى البدن والثياب معروفة ، وتطهيرها كتطهير سائر الألبسة بغسلها بالماء ، وهذا أمر معلوم لا يخفى ، فلا تشدد على نفسك ، ولا تكلفها من أمرها شططا .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android