0 / 0

هل من السنة تقطيع الخبز عند تناوله أربعا ؟

السؤال: 230733

يقوم أحد أصدقائي بتقطيع الرغيف أربع قطع ، أو يعمل أربع قطع ، قبل تناول وجبته ، وعندما سألته قال : بأن تلك هي السُنّة، ولم يأت بدليل ، فهل هي سنة حقا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا نعلم في السنة هديا معينا في كيفية تناول الخبز ، ولا وجدنا نصا في استحباب تقطيعه قبل تناوله – أربع قطع أو غيرها – وهذا الفعل هو من العادات التي يراعي فيها الآكل ما اعتاده الناس ، فمنهم من يعتاد تقطيعه ، ومنهم من لا يعتاد ذلك ، ومنهم من يقطعه أحيانا ويتناوله دون تقطيع أحيانا ، ومنهم من يقطع الكبير منه دون الصغير ، فمن شاء قَطَّعه قِطَعا ، ومن شاء لم يقطعه ، ومن شاء قَطَّعه بسكين ، ومن شاء قطعه بيده ، ومن شاء قطعه أحيانا ولم يقطعه أحيانا ، فكل ذلك من العادات التي لم تأت السنة بالنهي عنها ، ولا بالأمر بها ، فتكون في دائرة المباح.
وقد ورد النهي عن تقطيع الخبز بالسكين ، ولا يصح .
قال ابن القيم رحمه الله :
” وَأَمَّا حَدِيثُ النَّهْيِ عَنْ قَطْعِ الْخُبْزِ بِالسِّكِّينِ : فَبَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا الْمَرْوِيُّ: النَّهْيُ عَنْ قَطْعِ اللَّحْمِ بِالسِّكِّينِ، وَلَا يَصِحُّ أَيْضًا” انتهى من “زاد المعاد” (4/ 279) ، وضعفه أيضا الحافظ العراقي في ” تخريج أحاديث الإحياء ” (ص 436) .
فتقطيع الخبز أجزاء عند أكله من الأمور المباحة ، لا يتعلق به استحباب ولا كراهة .
قال العيني رحمه الله :
” قَالَ ابْن حزم : وَقطع اللَّحْم بالسكين للْأَكْل حسن ، وَلَا يكره أَيْضا قطع الْخبز بالسكين ؛ إِذْ لم يَأْتِ نهي صَرِيح عَن قطع الْخبز وَغَيره بالسكين ” انتهى من “عمدة القاري” (21/ 49) .
وجاء في “مجمع الأنهر” (2/ 525) – من كتب الأحناف – :
” وَلَا يُكْرَهُ قَطْعُ اللَّحْمِ وَالْخُبْزِ بِالسِّكِّينِ ” انتهى .
فأنت ترى أن العلماء ينصون على عدم الكراهة ، ولكنهم لم يذكروا أنه سنة ، مما يعني أن هذا الفعل مباح .
إلا أنه إذا كان في تقطيعه المحافظة على ما يتبقى منه ، فلا يتلطخ بدسم أو إدام ، ولا تعاف النفس تناوله ، فيصير الباقي منه بعد الأكل صالحا ، وخاصة في الخبز الكبير الحجم ، وفي الموائد الكبيرة ، التي يكثر عليها الخبز ، فيتلطخ كثير منه بالمرق والإدام وغير ذلك : فحينئذ يستحب تقطيعه ، لا بدلالة نص خاص على ذلك – فإنه لا نص فيه – فيما نعلم – ولكن مراعاة لحفظه ، وصيانة لما يتبقى منه ، ومثل هذا من التدبير الجيد ، وترشيد الاستهلاك الذي يُندب إليه ويُحثّ عليه ، حفاظا على النعمة ، ومنعا من الإسراف والتبذير .
وراجع الفتوى رقم : (13348) ، لمعرفة آداب الأكل بأدلتها التفصيلية .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android