0 / 0

هل يجوز أن يدعو المسلم ربه بقوله: ” اللهم كن للمسلمين حافظا وناصرا وأمينا ” ؟

السؤال: 231467

عندما يدعو الإمام في صلاة الفجر يقول من جملة دعائه : ” اللهم كن للمسلمين حافظا وناصرا وأمينا ” وبعد الصلاة احتج أحد المصلين على كلمة أمينا ، وقال كيف تطلب من الله أن يكون أمينا وهو الله رب العالمين ، فهل في هذا الدعاء وهذه الكلمة شيء ؟
أرجو التوضيح ، علما أن الإمام لم يعد يدع بهذا الدعاء حتى يتبين الحق من أهل العلم .

ملخص الجواب

والحاصل : أن سؤال الله تعالى أن يكون للأمة حافظا وأمينا لا حرج فيه ، فإن الأمين في لغة العرب يكون بمعنى المهيمن ، والحافظ ، والرقيب ، وكل ذلك يطلق على الرب تعالى ، ويتصف به . على أننا نرى أن الإمام قد وفق للصواب حينما توقف عن الدعاء بهذا ، لما أثاره من حساسية واختلاف بين المصلين ؛ بل إننا نرى أن المشروع له : ألا يعود إلى هذا الدعاء ، حتى وإن كان معناه صحيحا ؛ فإن غاية ما يقال في مثل هذا الدعاء : إنه سائغ مباح ، وليس هذا من الأدعية الشرعية المنقولة ، التي يشرع الحرص عليها ، بل هو من أدعية الناس ، وفي الأدعية المنقولة المحفوظة ، أو فيما يجتهد الناس فيه من الأدعية السائغة : ما يغني عن دعاء يوقع لبسا ، أو يسبب قلقا وحرجا ، ولو لبعض المصلين . والله تعالى أعلم .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا حرج في الدعاء بهذه العبارة ، والأمين ، وإن كان ليس من الأسماء الحسنى ، إلا أنه يجوز إطلاقه على الله تعالى من باب الإخبار عنه ، لأن معناه صحيح .
قال الله تعالى : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ) الحشر/ 23 ، والأمين من معاني المهيمن .
قال البيهقي رحمه الله :
” الْمُهَيْمِنُ: هُوَ الشَّهِيدُ عَلَى خَلْقِهِ بِمَا يَكُونُ مِنْهُمْ مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَهُوَ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الْأَمِينُ، وَقِيلَ: هُوَ الرَّقِيبُ عَلَى الشَّيْءِ وَالْحَافِظُ لَهُ ” .
انتهى من “الاعتقاد” (ص59) .
وقال ابن الجوزي رحمه الله :
” فأما “المهيمن” ففيه أربعة أقوال: أحدها: أنه الشهيد ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والكسائي. والثاني: الأمين، قاله الضّحّاك، قال الخطّابي: أصله: مؤيمن، فقلبت الهمزة هاء، لأنّ الهاء أخَفُّ عليهم من الهمزة. والثالث: المصدّق فيما أخبر، قاله ابن زيد. والرابع: أنه الرقيب على الشيء، والحافظ له، قاله الخليل ” .
انتهى من “زاد المسير” (4/ 264) .
وقال ابن عطية رحمه الله :
” الْمُهَيْمِنُ معناه: الأمين والحفيظ ، قاله ابن عباس ” .
انتهى من “تفسير ابن عطية” (5/ 292) .
وقال الزجاج رحمه الله :
” (الْمُهَيْمِنُ) : جاء في التفسير أنه الشهيد، وجاء في التفسير أنه الأمين ” .
انتهى من “معاني القرآن” (5/ 150) .
وقال الفيروزآبادي رحمه الله :
” المُهَيْمِنُ، وتُفْتَحُ الميمُ الثانِيَةُ: من أسماءِ اللهِ تعالى، في معنى المؤمِنِ، مَن آمَنَ غيرَهُ من الخوفِ، أو بمعنى الأَمينِ، أو المُؤْتَمنِ، أو الشاهِدِ ” .
انتهى من “القاموس المحيط” (ص 1240) .
ومن معاني الأمين في اللغة : الحافظ . والحافظ من أسماء الله تعالى الحسنى .
انظر : “تاج العروس” (34/193) ، “لسان العرب” (13/21) .
ومن معاني الرقيب : الأمين ، والرقيب من أسماء الله الحسنى .
انظر : “المحيط في اللغة” (1/ 475) ، “الدلائل في غريب الحديث” (1/ 175)

وقد قدمنا في جواب السؤال رقم : (177221) أنه يجوز ” الإخبار ” عن الله تعالى بأسماء لها معانٍ حسنة دلَّت على معانيها أفعال وصفات له تعالى ثابتة بالكتاب والسنَّة .
فضابط الإخبار الجائز عن الله تعالى : أن يُخبر عنه بمعنى صحيح لم يُنفَ في الكتاب والسنَّة، وأن يكون قد ثبت جنسه فيهما .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android