0 / 0

هل هناك عقوبة محددة على النظر إلى المتبرجات في الصيام ؟

السؤال: 232031

هل يقبل صيام الرجل إذا كان يمعن النظر في النساء الغير محتشمات ، اللواتي يظهرن مفاتنهن بملابس ضيقة ؟ هذا ما فعله زوجي بالضبط ، وقد خجلت المرأة التي نظر إليها ولكن ما العمل؟ ، فإننا لا نستطيع تحاشي الاختلاط هنا في ألمانيا ، وخصوصاً عندما نذهب لزيارة شخص ما من أفراد عائلة زوجي أو ما شابه ذلك ، فالبيوت هنا ضيقة والغرف محصورة ، وهو أمر مزعج حقاً. فماذا يجب عليه في مثل هذا الموقف ؟ وما دوري أنا كزوجة ؟ وهل هناك عقوبة في الآخرة لمثل هذا التصرف ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا شك أن تعمد النظر إلى النساء – وخاصة المتبرجات – أمر محرم ، ويتأكد التحريم في شهر رمضان ؛ لأن المعصية تعظم إذا كانت في زمن فاضل أو في مكان فاضل ، كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم : (38213) .
وهذا النظر المحرم يضعف الإيمان في القلب ، ويخدش الصوم ، وينقص الأجر ، ولكنه لا يبطل به الصوم ، وعلى من تلبس بهذه المعصية أن يبادر إلى التوبة .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" يحرم عليه النظر إلى النساء ، وإذا كان بشهوة كان التحريم أشد؛ لقول الله سبحانه: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) الآية ، ولأن إطلاق النظر من وسائل وقوع الفاحشة ، فالواجب غض البصر مع الحذر من أسباب الفتنة ، ولكن لا يبطل صومه إذا لم يخرج منه مني ، أما من أمنى فإنه يبطل صومه، وعليه قضاؤه إن كان فرضا " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (15/ 269) .
وينظر جواب السؤال رقم : (37654) .
فالواجب على هذا الزوج أن يتقي الله ، ويغض طرفه عن محارم الله ، وأن ينصح أقاربه بعدم الاختلاط ، ويبين لهم شره وسوء عاقبته .
والواجب على الزوجة أن تذكّر زوجها بالله ، ولا تتأخر عن نصحه إن رأته على منكر .
ولا شك أن المتهاون في أمر الله – وخاصة في رمضان – قد تعرض بذلك إلى غضب الله وعقابه ، وأضاع على نفسه مواسم الخيرات والطاعات ، في غير ما يرضي الرحمن جل جلاله ، وكفى بذلك خيبة وخسارة .
والصيام : إنما شرع لتحصيل التقوى ، كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة/ 183 .
ولا نعلم لهذه المعصية : عقوبة خاصة في الآخرة ، بل هي من اللمم الذي يصيبه العبد ، وهو أقرب إلى العفو بشرط أن لا يصر عليه الإنسان ، ويكون محافظا على الصلاة ، مجتنبا للكبائر .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android