شخص منجذب لنفس جنسه ، فما هو أجر صبره عن الفاحشة ؟
والحاصل :
أن من ابتلي بذلك الداء في قلبه ، فخاف ربه واتقاه ، ونهى نفسه عن هواها ، وعف عما
حرم الله ؛ إن لم يدخل في الوعد الخاص المذكور في حديث "السبعة" ، ولم يكن من أهله
، فهو من أهل وعد الله لمن خافه واتقاه بجنة المأوى ؛ لا ، بل بجنتين عظيمتين ،
وصفهما الله في كتابه، كما في قوله تعالى :
( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ، فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ ، ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ، فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ،
فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ، فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ،
فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ ، فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ ، مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى
الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ، فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ، فِيهِنَّ
قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ،
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ، كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ
وَالْمَرْجَانُ ، فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ، هَلْ جَزَاءُ
الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) الرحمن (46 – 60) .
وفي قوله تعالى :
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ، فَإِنَّ
الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) النازعات (40 – 41) .
والله أعلم .
14,126