0 / 0

شاب لا يشعر برجولته ويشعر بأنه أنثى

السؤال: 232206

هل هناك طريقة للنجاة من الميل لنفس الجنس ، إني أتألم بشدة في نفسي وجسدي بسبب ميلي للرجال بدلاً من النساء ، إني لا أريد منكم أن تصفون لي العاقبة بل أريد أن أخرج الأنثى التي هي بداخلي ، أنا شاب ولكن عمري ما أحسست بأني ذكر ، بل أشعر أني أنثى بهيئة ذكر ، وهذا يزعجني ، وأنا ـ الحمد لله ـ لا أرتدي لباس النساء ، ولا أضع الزينة على وجهي ، بل إني ألبس ثياب الرجال ، لقد تعبت كثيراً ، ولا أستطيع أبداً أن أغير هذا الطباع ، فصوتي كالأنثى ، وخجلي كالأنثى ، وقوتي كالأنثى ، كل شيء بي عبارة عن أنـــثـــى ، فإنا لا أذهب إلى أصدقائي ؛ لأني أخجل أن يأتي رجل لا أعرفه فيصيني التوتر والحياء الأنثوي .
ماذا علي أن أفعل هل أبقى هكذا ولا أؤثم ؟
سؤالي : ما سبب هذا الميل هل هذا غضب من الله مع إن ذلك الميل كان معي منذ الصغر ؟
أرشدوني إلى طريقة للتخلص من هذا الميل النفسي والطائل في المدى .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
لا يمكن لأحدٍ كائناً من كان أن يغيِّر خلق الله تعالى من ذكر إلى أنثى أو العكس ، فمن خلقه الله تعالى ذكَراً فإنه لن يصير أنثى تحيض ، وتلد !
نعم ، قد يعبث به الأطباء لإرضاء شذوذه ليوهم نفسه أنه صار أنثى ! لكنه لن يكون أنثى حقيقية، وسيعيش في غموم وهموم ، وقد يقوده ذلك إلى الانتحار .
وما يشعر به المرء في داخله أنه جنس آخر غير الظاهر منه : ليس عذراً لتغيير جنسه ، بل هو اتباع للشيطان في تغيير خلق الله – في الظاهر لا في الحقيقة – ولا يجيز له ذلك الشعور إجراء عملية جراحية ، ولا تناول أدوية وهرمونات لتغيير ظاهره ، بل عليه الرضى بقَدَر الله تعالى ، ومعالجة نفسه بالإيمان والطاعة ، ولا يحل له إظهار جنس غير جنسه الذي خلقه الله عليه وإلا كان مرتكباً لكبيرة من كبائر الذنوب ، فإن كانت أنثى في الحقيقة فتكون مسترجلة ، وإن كان ذكراً في الحقيقة فيكون مخنَّثاً .
وينظر للأهمية ، جواب السؤال رقم : (138451) .
ثانيا :
ما تشعر به : لا يلزم بالضرورة أن يكون غضباً من الله ، أو عقابًا على معصية ، بل هو ابتلاء من ابتلاءات الله لعباده ، وامتحان لهم ، خاصة أنك تذكر أن هذا الميل معك منذ الصغر ، يعني : من قبل سن التكليف ، ومن قبل أن يكون لك ذنب تعاقب عليه .
والله جل جلاله بعلمه وحكمته يبتلي عباده بالمصائب ، في أبدانهم ، وأموالهم وغير ذلك ، لينظر كيف يكون عمل عباده ، وكيف يكون صبرهم على طاعة ربهم ، واتقاؤهم له ، ومجاهدتهم لأنفسهم ، ألا تتوحل في المعاصي .
قال الله تعالى : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) آل عمران/186 .
ومتى صبر العبد وصابر ، ورابط على طاعة ربه ، وكتم ما به من الشعور والميل النفسي ، وتعفف عن الوقوع في الحرام : لم يضره ذلك ، إن شاء الله ؛ بل هو مأجور على طاعة ربه ، وصبره على ما ابتلي به .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (166525) .
ثالثا :
الذي ننصحك به هنا ـ يا عبد الله ـ أمور :
الأول :
أن تحذر كل الحذر من الاسترسال وراء هذ الشعور ، أو أن يستزلك الشيطان إلى الاستغراق في مشهد “الأنوثة” ، والرغبة في تغيير جنسك ، فهذا هو البلاء العظيم حقا ، فحذار يا عبد الله من استدراج الشيطان لك .
الثاني :
أن تتكلف كل ما يتعلق بـ”الذكورة” و”الرجولة” ، في تصرفاتك ، ومعاملاتك ، وعلاقاتك ، بل تتكلف اعتياد “الخشونة” في الملبس ، والتصرفات ، ولا بأس أن تحاول في أوقات فراغك ، أن تمارس عملا بدنيا ، مهنيا ، من أعمال الرجال الخشنة ، فإن من شأن ذلك أن يقوي فيك نوازع الذكورة ، ويصلب عودك ، ويقوي بدنك ، ويقرب مشاعرك ، وحالة بدنك من الرجال .
الثالث :
لا مانع من استشارة طبيب نفسي ، مسلم ، أمين ، مختص في ذلك المجال ، فهناك أدوية وهرمونات ، يمكنها أن تساعد في علاج هذه الميول الأنثوية ، وتزيد النوازع الذكورية في نفسك .
لكن احذر كل الحذر ، من استشارة غير المسلم الأمين في مثل ذلك ، وحذار أن يكون عونا للشيطان على نفسك ، ويغريك بتغيير خلق الله ، والتحول الجنسي ؛ فهو كبيرة عظيمة ، لا يعلم عظمها وخطرها كثير من الناس ، خاصة ممن يعيشون في بلاد الغرب ، الذين اعتادوا الشذوذ ، حتى صار مقننا عندهم ، معترفا به !!
يسر الله لك أمرك ، وأصلح لك شأنك ، وصانك عن مواطن الزلل والفساد ، ورزقك الهدى والتقى ، والعفاف والغنى .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android