0 / 0

نصراني تزوج مسلمة ويريد أن يساعدها على الصيام

السؤال: 233793

قد يبدو سؤالي غريباً ، فأنا شاب نصراني ومتزوج من امرأة مسلمة ، ونعيش حالياً في الغرب ، فقد التقيت بزوجتي لأول مرة في دبي قبل 4 سنوات وتزوجنا قبل سنة ونصف ، وهذه السنة الأولى لزوجتي بعيداً عن بلدها وعائلتها خلال شهر رمضان ، وهي تستمتع بالعيش هنا في الغرب ؛ حيث تمكنت من تحقيق التوازن ما بين ممارسة دينها والعيش على الطريقة الغربية ، ولكن خلال شهر رمضان كان الأمر صعباً على زوجتي ؛ وذلك لأنّ البيئة ليست مهيأة للمسلمين في مثل هذا الشهر ، ولذلك أحاول دعمها لتسهيل الأمر عليها ، فأنا أصوم معها ، ولا استقبل الزوار في رمضان ، ولا أسمح بالكحول على الإطلاق أو الخنزير ، ولا أخرج من البيت لأظل بجانبها ، ولعلمي بصعوبة الأمر عليها اقترحت عليها أن نمضي شهر رمضان القادم في دبي ؛ لتكون مع عائلتها ، فما رأيكم بذلك ؟ أم تعتقدون أنه يمكنها الاحتفال برمضان وصومه بالشكل المناسب وإن كانت في الغرب مع العلم أنه لا يوجد أي فرد من عائلتها هنا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نعم ، الأمر ـ حقا ـ غريب ، كما قلت أيها السائل .
لكن ليس وجه الغرابة في أن رجلا نصرانيا ، تزوج امرأة مسلمة ، مع أن هذا الزواج محرم في الإسلام تحريما قطعيا ، بإجماع أهل العلم ؛ ليس الغرابة في ذلك فقط ، فقد لبس الشيطان على كثير من بني آدم ، حتى أوقعهم فيما هو أشنع من ذلك .
لكن الغرابة الأكبر ، هي في اهتمامك بالسؤال عن مثل ذلك ، أنت وزوجتك ، أو على وجه الدقة ، اهتمامك بأمر زوجتك في مثل ذلك ، وهو يدل على مدى حرصك عليها ، وعلى سعادتها ، وعدم اهتمامك بالأمر الأخطر في العلاقة بينكما .
ونعني به : أصل هذه العلاقة الباطلة ، الخاطئة بينكما .
وحينئذ ، فنحن نتوجه إليك أنت ، بما أنك أنت الذي سألتنا ، ونحملك أمانة ذلك الخطأ الشنيع :
إنه لا يحل لك أنت ولا لهذه المرأة : أن تستمرا في هذه العلاقة مطلقا ، ولو لساعة واحدة .
بل الواجب عليك أن تفارقها ، فهي ليست زوجتك ، ولا تحل لك ، ولا تحل أنت لها ، ما دمت باقيا على دينك ، النصرانية .
وسواء قضيتما رمضان في الشرق ، أو في الغرب ، أو في دبي ، أو في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ، أو برلين ، كل ذلك لن يغير من الأمر شيئا ، ولن يصلح الانحراف الكائن في أصل العلاقة بينكما .
بل الواجب عليكما الفراق .
فإذا حصل الفراق بينكما فلا يحل لك أن ترجع إليها ، إلا إذا رغبت في الإسلام ، حقا ، لأجل أنه دين الله الخاتم ، الذي أحبه من عباده ، وأراده منهم .
ولذلك ؛ فإننا ندعوك – وأنت الحريص على سعادة زوجتك وراحتها – أن تفارقها فورا ، لأن بقاءها معك يعني خسارتها الكثير من دينها ، مما يترتب عليه شقاؤها في الدنيا والآخرة إن لم يشملها الله بعفوه ورحمته ، ثم تتفرغ أنت مدة للقراءة عن الإسلام والتعرف عليه ، والمراكز الإسلامية في بلادكم يمكنها مساعدتك في ذلك .
فإن شرح الله صدرك للإسلام ، ودخلت فيه ، فلا مانع حينئذ أن تتزوجها ، زواجا جديدا ، وفق شريعة الإسلام ، متى رغبتما في ذلك .
وتبدآن حياتكما الزوجية بتوبة صادقة تمحو ما سبق من الخطايا ، والله تعالى يغفر لمن تاب ورجع إليه مهما كان جرمه السابق .
نسأل الله تعالى أن يهديك إلى الحق .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (100148) ، ورقم : (230057) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android