تنزيل
0 / 0

يعاني من سلس المذي ، فكيف يحترز من نجاسته ؟

السؤال: 234599

أعاني من سلس في المذي ، وقد قرأت على هذا الموقع أن من يعاني من هذه المشكلة فعليه أن يلفّ ذكره بشيء يحول دون انتشار المذي ، فعملت بهذه النصيحة ، واستخدمت شريطا لاصقا لكن سرعان ما توقفت لأني لم أشعر بالارتياح ، ثم لجأت إلى الطريقة الثانية وهي نضح الماء على الملابس ، وهذه المرة توقفت أيضا لأن النضح يترك بقعة على البنطال يراها الآخرون ، وهذا فيه إحراج كبير خصوصا أني أقضي معظم يومي خارج البيت ، وأخيرا لجأت إلى الطريقة الثالثة التي أوصى بها بعض العلماء وهي غسل الذكر فحسب لمن يجد صعوبة في تنظيف ملابسه من قطرات المذي ، وقد وجدت راحة كبيرة في هذه الطريقة وصرت أصلي الصلوات بسهولة كبيرة ، فهل أستمر على هذه الطريقة ؟ وما الطريقة التي تقترحونها لغسل المذي الذي يقع على البدن ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بغسل الذكر من أثر المذي ، وجاء في بعض الأحاديث
الأمر بغسل الأنثيين أيضا ، وهما الخصيتان .
فعَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : ” كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً ، فَأَمَرْتُ رَجُلًا أَنْ
يَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِمَكَانِ ابْنَتِهِ –
فَسَأَلَ ، فَقَالَ : ( تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ ) ” رواه البخاري (269) ،
ومسلم (303) .
وانظر الفتوى رقم : (175125) .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى :
” واستدل به على نجاسة المذي وهو ظاهر ” انتهى من ” فتح الباري ” (1 / 381) .
حتى إن ابن عبد البر رحمه الله تعالى نفى الخلاف في ذلك ؛ حيث قال :
” ولم يختلف العلماء فيما عدا المني من كل ما يخرج من الذكر : أنه نجس ” .
انتهى من ” الاستذكار ” (3 / 111) .

وإذا ثبتت نجاسته ، وجاء الأمر الشرعي بغسله من الفرج ، فإنه يغسل من باقي البدن
كسائر النجاسات . إلا أن الشرع قد خفف في تطهير الثياب منه ، فاكتفى برش الماء على
الموضع الذي أصابه المذي ، ولم يأمر بغسله .

ثانيا :
الواجب على المسلم تجاه الأوامر الشرعية أن يفعل ما يستطيعه منها؛ قال الله تعالى:
(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن /16 .
ومن به سلس المذي ، وإن كان ليس له قدرة على منعه من الخروج ، إلّا أن له قدرة على
منع انتشاره ، فعليه عند الوضوء للصلاة أن يستعمل ما يمنع انتشاره ، كأن يلف على
رأس الذكر قماشا أو منديلاً ونحو هذا ، ثم يصلي.
قال ابن قدامة رحمه الله تعالى :
” المستحاضة ، ومن به سلس البول أو المذي ، أو الجريح الذي لا يرقأ دمه ، وأشباههم
ممن يستمر منه الحدث ولا يمكنه حفظ طهارته ، عليه الوضوء لكل صلاة بعد غسل محل
الحدث، وشده والتحرز من خروج الحدث بما يمكنه .
فالمستحاضة تغسل المحل ، ثم تحشوه بقطن أو ما أشبهه ، ليرد الدم ؛ لقول النبي – صلى
الله عليه وسلم – لحمنة ، حين شكت إليه كثرة الدم : ( أنعت لك الكرسف ، فإنه يذهب
الدم ). فإن لم يرتد الدم بالقطن ، استثفرت بخرقة مشقوقة الطرفين، تشدها على جنبيها
ووسطها على الفرج ، وهو المذكور في حديث أم سلمة ( لتستثفر بثوب ) ، وقال لحمنة (
تلجمي ) . لما قالت : إنه أكثر من ذلك …
وكذلك من به سلس البول ، أو كثرة المذي ، يعصب رأس ذكره بخرقة ، ويحترس حسب ما
يمكنه ، ويفعل ما ذكرنا ” انتهى من ” المغني ” (1 / 421 – 422) .

ثالثا :
إذا كنت تجد مشقة في شد ذكرك بشيء ، فاكتف بذلك عند الوضوء إلى أن تنتهي من الصلاة
ثم انزع هذا الحافظ ، واكتفي بعد ذلك بجعل قطعة قماش ، أو منديل ، أو نحو ذلك ، بين
ذكرك وملابسك الداخلية ، حتى لا يتنجس ، وحتى تكتفي عند الوضوء والصلاة القادمة
بتغيير هذا القماش فقط بدلا من تغيير اللباس ، أو غسلها .

ولا يجوز لك أن تصلي بثياب نجسة ، قد أصابها المذي ، قبل أن تقوم بتطهيرها .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android