0 / 0
131,77614/09/2015

يسأل : ماذا سيحدث للعالم بعد يوم القيامة، وهل سيخلق الله خلقا آخر لعبادته ؟

السؤال: 235278

هناك سؤال دائما يراودني ويحيرني وهو : ماذا سيحدث للعالم بعد يوم القيامة والحساب ؟ هل سيخلق الله شعبا آخر ليعبده ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

خلق الله تعالى هذه الأكوان بالحق ، لا عبثا ولا لهوا ، ونصب كل شيء من خلقه دلائل وحدانيته ، وأمر الخلق بطاعته وعبادته وحده ، وخلق الجنة والنار ، فمن أطاعه من خلقه أدخله الجنة ، ومن عصاه أدخله النار.
قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) هود/ 7 .
وقال تعالى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) الملك/ 2 .
وقال تعالى : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ) سورة ص/ 27 . .
قال السعدي رحمه الله :
” وإنما خلق الله السماوات والأرض بالحق وللحق ، فخلقهما ليعلم العباد كمال علمه وقدرته وسعة سلطانه، وأنه تعالى وحده المعبود ، دون من لم يخلق مثقال ذرة من السماوات والأرض ، وأن البعث حق ، وسيفصل الله بين أهل الخير والشر ” .
انتهى من “تفسير السعدي” (ص 712) .

فإذا أذن الله بانقضاء أيام الدنيا ، أفنى هذه الأكوان ، بعد أن قامت بها الحجة البالغة لله تعالى على خلقه ، ثم أقام الساعة ، ونصب الميزان ، ونشر دواوين الخلق ، وأقام الشهود العدول ، وأدخل أهل طاعته الجنة ، وأدخل أهل معصيته النار .
قال عز وجل : ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ) الحاقة/ 13 – 18 .
وقال : ( يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ) المعارج/ 8، 9 .
وقال : (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ * فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ) المرسلات/ 7 – 10 .
وقال عز وجل : ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ *وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ) التكوير/ 1 – 14 .
وقال سبحانه : ( إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ) الانفطار/ 1 – 5 .
وقال سبحانه : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) إبراهيم/ 48 .
وروى البخاري (6548) ، ومسلم (2850) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا صَارَ أَهْلُ الجَنَّةِ إِلَى الجَنَّةِ ، وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ، جِيءَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يُذْبَحُ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : يَا أَهْلَ الجَنَّةِ لاَ مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ لاَ مَوْتَ ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ ) .
وينظر جواب السؤال رقم : (10087) .
فتفنى الأكوان ، وتبدل الأرض غير الأرض والسموات ، ويحق الله الحق بكلماته ، ويحكم بين الخلائق بالقسط ، ويسكن أهل الجنة الجنةَ وأهل النار النارَ ، خالدين مخلدين .

ثم يكون في الجنة فضل ، فينشئ الله خلقا آخر فيسكنهم فضل الجنة ، كما روى البخاري (7384) ، ومسلم (2848) عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( لاَ يَزَالُ يُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ العَالَمِينَ قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، ثُمَّ تَقُولُ: قَدْ، قَدْ، بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ ، وَلاَ تَزَالُ الجَنَّةُ تَفْضُلُ، حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا، فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الجَنَّةِ ) .
وليس بعد ذلك خلق يُخلق ، أو عالم يوجد ، للابتلاء ، أو الحشر والحساب .

والعاقل يعدّ لهذا اليوم عدته ، ويعمل عمل أهل الجنة ، عسى أن يكون من أهلها بفضل الله ورحمته .
أما انشغال السائل هذا الانشغال الذي أورثه الحيرة ، فمما لا وجه له ، ولو أن هناك خلقا آخر يخلقهم الله يرثون أهل الأرض بعد يوم القيامة ، لأخبرنا الله بخبرهم ورسوله .
فلا نقفو ما ليس لنا به علم ، ونقف عند نصوص الشرع وما دلت عليه .

والأولى بالأخ السائل أن ينشغل بما خُلق لأجله ، من طاعة الله وعبادته ، ويسأل عن سبيل نجاته في ذلك اليوم العصيب .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android