تنزيل
0 / 0

هل تقيم مع والدتها في الغربة وقد يترتب على ذلك تأخر زواجها ؟

السؤال: 238785

أرجو أن تنصحوني بالأصلح لحالتي ، فنحن نعيش في بلد خليجي منذ أن تزوج أبي من أمي ، وعند اتمامي الثانوية سافرت إلى بلدي للدراسة الجامعية ، وحينها كنت أعيش مع أخي حتى تزوج ، وكنت مضطرة إلى أن أجلس مع أخواني المتزوجين ، وأبدل بينهم ؛ حتى لا أجلس بمفردي ، وكنت أشعر بعدم استقرار ، وعدم راحة وأتمنى أن يرزقنا الله زوجا يمنحني الاستقرار، وحين أنهيت دراستي سافرت إلى أهلي المغتربين ؛ لأهرب من ألم الجلوس عند إخوتي ، ولم أعمل ، وكنت أشعر بفراغ شديد رغم أني كنت املأ وقتي بالقرآن والعلم الشرعي ـ بفضل الله ـ ، وعشت في الغربة سنتين ، وتمت خطبتي هناك من شاب ولم يتم الأمر ، وتعبت نفسيتي وتألمت ألما شديدا ، الآن والدي توفاه الله ، وأمي مصرة على البقاء في الغربة ؛ لأن عليها مسؤوليات في المصاريف كثيرة ، وهي تعمل وأنا الآن مخيرة بين وضعين إما أن أسافر مع أمي في الغربة وهذا الأمر يؤلمني ؛ لأن فرص الزواج هناك قليلة ، وبالأخص لأني أطلب زوجا صالحا ، وذكريات خطبتي السابقة تؤلمني في هذا البلد ، وأخشى على نفسي من الاكتئاب ، والحل الثاني أن أجلس في بلدي مع إخوتي المتزوجين ، وفرصة الزواج ستكون أفضل ، ولكن لا أستطيع تحمل الجلوس معهم ، وأشعر بعدم راحة ، وهناك حل أن أجلس في شقة مؤجرة بمفردي ، وهذا الحل لا يحبذه أهلي ، أنا في حيرة شديدة ، وأخشى إن سافرت مع امي أن أبقى بلا زواج ، وأدخل في حالة اكتئاب ، وكذلك لا أستطيع الجلوس بمفردي في بلدي ، وحاولت مع أمي أن نستقر في بلدنا من أجل أن أتزوج ، وأنا الوحيدة من بين إخوتي ، ولم أتزوج ، وكانت تقول : من أين سنأتي بالمال ؟ وزواجك نصيب ولم يأت بعد ، أنا أدعو الله كثيرا دعاء المضطر في أوقات الإجابة ، وأتضرع إليه أن يرزقني الاستقرار والزوج الصالح ، فأرشدوني .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نحن نوافقك على أن فرص البنت المغتربة في الزواج أقل بكثير جداًّ من فرص مثيلاتها
المقيمات في بلدانهن ، ولا حرج على البنت ولا على أهلها أن يتجنبوا الأسباب التي قد
تحول بينها وبين الزواج والتي تقلل أمامها فرص الزواج والاختيار ، مما قد يضطرها
أخيرا أن تقبل الزواج بأي رجل ، وإن كان دون الصفات المطلوبة بكثير .
وكون الزواج نصيباً ولم يأت بعد ، هذا حق ، بل كل شيء قد قدَّره الله تعالى وكتبه
مما يصيب الإنسان من خير أو شر ، حتى الرزق المالي قد قدَّره الله ، ولا يمكن
للإنسان أن يأخذ أكثر مما قدره الله له بمثقال ذرة ، فلماذا سافرت والدتك وتغربت –
وتصر على ذلك – من أجل تحصيل الرزق ، مع أنه مكتوب ، وتأمرك بما لا تفعله هي ؟
الجواب على هذا سهل ، وهو أن الإنسان مفطور على طلب ما يحبه والسعي إليه ، والفرار
مما يكرهه ، وذلك لا ينافي الإيمان بالقدر ، فإن الله تعالى ربط كل شيء بسببه ،
وأمرنا بالأخذ بالأسباب ، ونهانا عن العجز والكسل .
ولذلك فإننا لا نرى أي حرج عليك في امتناعك من السفر أو خوفك منه من أجل السبب الذي
ذكرتيه .

ولا شك أن جميع الأطراف
المعنيين بتلك المشكلة ، من أسرتك : مطالبون بشيء من البذل ، والتضحية ، وتحمل وضع
ليس هو الأمثل ، من أجل التغلب على صعوبة الظرف .

ونحن نرى ـ أولا ـ أن الحل
الأمثل لمشكلتك هو في إقناع والدتك بعدم السفر ، وأن مصلحتك تقتضي منها أن تضحي
ببعض المال من أجلك .
فقد كان سفر والدتك مقبولا حينما كانت تسافر مع زوجها ، أما الآن فإننا نتقدم إليها
بهذه النصيحة – إن كانت ستطلع عليها – : إذا كان عندها من أموالها الخاصة أو مما
تركه والدك ما يكفيها لحياة كريمة ، فإنه ليس هناك حاجة إلى سفرها ، وقد تخففت من
كثير من أعبائها المالية بعد زواج أولادها ، لاسيما وهذا السفر يضر بك ضررا كبيرا ،
ويفكك الأسرة ويشتتها.
فبقاؤها بين أولادها وأحفادها ، وتحقيق مصلحتك خير لها ولكم من هذا السفر ، الذي لا
يعني بالنسبة لها إلا تحصيل المال ، وقد تكون غير محتاجة إليه ، ولا تنتفع به .
فإن أمكن إقناع والدتك بذلك إما عن طريقك ، أو عن طريق إخوانك ، أو أخوالك أو
خالاتك أو غيرهم ، فذلك هو الحل الأمثل لهذه المشكلة .

فإن لم يمكن ذلك وأصرت
والدتك على السفر ، أو كانت – فعلاً – محتاجة إلى المال ، ولابد لها من السفر ،
فستكون هنا التضحيات الأصعب ، لكن : لا بد من ذلك أيضا :
وأنت هنا المخاطبة بالموازنة بين ما تقابلينه من مصاعب ، وما تحتملينه من تضحيات :

فإما أن تبقي مع إخوانك ، كما كان الحال عليه ، ولو مع التناوب بين منازلهم ،
وتحتملين ما ذكرت من نقصان الاستقرار والخصوصية ، في سبيل البقاء في بلدك ، حيث فرص
زواجك ، وحياتك الطبيعية أفضل .
وإما أن تسافري مع والدتك ، ولعل الله أن ييسر لك عملا ، يشغل وقتك ، ويقضي لك
بالزوج الصالح ، الذي يعوضك عما فاتك ؛ وكل شيء عنده بمقدار .
وأما الإقامة في شقة منفردة : فلا شك أن فيه من المخاطر الشيء الكثير ، لا سيما مع
حال عدم الاستقرار ونقصان الأمن في بلدك ؛ وأنت خبيرة بتلصص المجرمين على الناس في
بيوتهم ؛ وإنما يأكل الذئب من الغنم : القاصية !!

نسأل الله تعالى أن يصلح
أحوالك وييسر لكم أموركم .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android