0 / 0

حكم ذكر جزء من آية في القرآن وعدم إكمالها .

السؤال: 238948

قرأت فتوى تنص على أنّ قطع الآية أو عدم إكمالها يؤدي إلى الكفر، وفي دروس تعليم القرآن يقوم المدرسون بقراءة بعض الكلمات من الآية دون أن يكملوها ، أو يقوموا بقراءة بعض الكلمات من نصف الآية دون قراءة الآية من بدايتها، فما حكم فعل ذلك إن كانت النية من ذلك تعليم قراءة القرآن وكيفية انسجام كلمات الآية ؟

ملخص الجواب

أن ما جرى عليه عمل القراء والمعلمين والمصنفين من الاكتفاء ببعض الآية ، أو الوقف على كلمة من أثنائها ، لا حرج فيه ، ما لم يوقع في محظور ، كما سبق بيانه .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الكلام ، بالإطلاق الوارد في السؤال : غلط واضح ، مخالف لما عليه عمل أهل الإسلام ، وأئمة العلم قاطبة ، من إيراد جزء من الآية في مصنفاتهم ، أو دروسهم ، أو خطبهم ، دون التزام بقراءة الآية ، أو كتابتها ، كاملة ، كما هي مثبتة في المصحف الشريف ، وإنما يكتفي في ذلك بإيراد محل الشاهد أو الاستدلال منها ، ما دام المعنى واضحا مفهوما .
ومثل هذا الكلام ، إن كان قد قاله أحد من أهل العلم والدين ؛ فإنه لا يمكن أن يراد به إطلاق معناه ، وتعميم جميع صوره ، كما قد فهم السائل ، وإنما المحمل الوحيد المستقيم له : أن يكون قد أراد بذلك صورة من صور الوقف القبيح الممنوع ؛ كأن يأتي إلى آية مثل قول الله تعالى : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) محمد/19 ؛ فيقرأ : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ ) ، ثم يقف على ذلك ، من غير أن يضطر إلى مثل ذلك الوقف ، ولا يعيد القراءة بما يتبين به المعنى ، ويتم به سياق الكلام .
فمثل هذا الوقف : قبيح ، غاية في القبح ، كما لا يخفى ، ومن تعمده ، وقصد به معناه : فلا شك في كفره .

وهناك أيضا ، وجوه ، وصور أخرى للوقوف القبيحة ، التي يفسد بها معنى الكلام ، أو توهم معنى غير مراد من النص .
قال الزركشي في " البرهان في علوم القرآن " (1/352-353) : " والقبيح هو الذي لا يفهم منه المراد نحو : ( الحمد ) فلا يوقف عليه ، ولا على الموصوف دون الصفة ، ولا على البدل دون المبدل ….
وأقبح من هذا : الوقف على قوله : ( لقد كفر الذين قالوا ) ، ( ومن يقل منهم ) ، والابتداء بقوله : ( إن الله هو المسيح ابن مريم ) ، ( إن الله ثالث ثلاثة ) ، ( إني إله ) ؛ لأن المعنى يستحيل بهذا في الابتداء ، ومن تعمده وقصد معناه فقد كفر .
ومثله في القبح الوقف على : ( فبهت الذي كفر والله ) و ( مثل السوء ولله ) ، وشبهه ، ومثله : ( وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه ) و ( إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى ) .

وأقبح من هذا وأشنع : الوقف على النفي دون حروف الإيجاب ، نحو : ( لا إله إلا الله ) ، ( وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ) ، وكذا : ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم والذين كفروا ) و ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا ).

فإن اضطر لأجل التنفس جاز ذلك ، ثم يرجع إلى ما قبله حتى يصله بما بعده ، ولا حرج " انتهى .
ينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (206946) .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android