هل صح عن الصحابة إطلاقهم وصف “لوطي” على الرجال الذين يغنون ويرقصون؟
كما سمعت أحد العلماء يجيب عن سؤال حول السبب الذي يجعل الهواء في وقت الفجر نقيًا للغاية حيث أجاب بأنّ ذلك بسبب عدم استيقاظ المنافقين في ذلك الوقت ، فهل هذا الأمر صحيح ؟ ومن قال بذلك من أهل العلم ؟
لم يصح عن السلف إطلاق لفظ ” لوطية ” على أهل الغناء .
السؤال: 238952
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
اللوطي: هو الذي يعمل عمل قوم لوط عليه السلام ، وقد فعلوا الفاحشة التي لم يسبقهم إليها أحد من العالمين .
وانظر السؤال رقم : (38622) .
ولا نعلم عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ، أو التابعين ، أو أهل العلم : أنه أطلق لفظ ” اللوطي ” على من يمارس الغناء أو الرقص .
وإنما يطلق عليه عندهم : ” مُخَنَّث ” ، وهو الرجل المتشبه بالنساء، في مشيته وكلامه وتعطفه وتلينه .
” معجم لغة الفقهاء ” (ص 417) .
قال ابن عبد البر رحمه الله :
” لَيْسَ الْمُخَنَّثُ الَّذِي تُعْرَفُ فِيهِ الْفَاحِشَةُ خَاصَّةً ، وَتُنْسَبُ إِلَيْهِ ، وَإِنَّمَا الْمُخَنَّثُ شِدَّةُ التَّأْنِيثِ فِي الْخِلْقَةِ ، حَتَّى يُشْبِهَ الْمَرْأَةَ فِي اللِّينِ وَالْكَلَامِ ، وَالنَّظَرِ وَالنَّغمَةِ ، وَفِي الْعَقْلِ وَالْفِعْلِ، وَسَوَاءٌ كَانَتْ فِيهِ عَاهَةُ الْفَاحِشَةِ ، أَمْ لَمْ تَكُنْ .
وَأَصْلُ التَّخَنُّثِ : التَّكَسُّرُ وَاللِّينُ ” انتهى من ” التمهيد “(22/ 273) .
فمن يغني ويرقص يتشبه بالنساء في تكسرهن وميوعتهن ، ومن ثَم أطلق عليه العلماء : مخنّثا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
” لَمَّا كَانَ الْغِنَاءُ وَالضَّرْبُ بِالدُّفِّ وَالْكَفِّ مِنْ عَمَلِ النِّسَاءِ ، كَانَ السَّلَفُ يُسَمُّونَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ الرِّجَالِ مُخَنَّثًا، وَيُسَمُّونَ الرِّجَالَ الْمُغَنِّينَ مَخَانِيث، وَهَذَا مَشْهُورٌ فِي كَلَامِهِمْ ” .
انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (11/ 565) .
ثانيا :
ما انتشر بين الناس ، وعلى مواقع التواصل : أن أحد الصالحين سئل : لماذا يكون هواء الفجر نقيا؟ فقال : ” لأنه يخلو من أنفاس المنافقين ” : لا نعلم له أصلا في الشرع ، ولا وجدناه عن أحد من أهل العلم ، فلا حاجة للانشغال به ، لأنه لم ينسب إلى قائل معين .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة