0 / 0

من صور تجاوزات المراقبين على المشاريع

السؤال: 240430

أنا موظف حكومي ، مكلف بمراقبة المشاريع العمومية المنجزة من طرف الدولة ، ويتم ذلك بتمرير المشروع عن طريق صفقة عمومية لشركة ما مكلفة بالقيام بالأشغال المطلوبة ،
إلا أنه مؤخراً طلب مني مقاول مكلف ببناء مشروع يدخل تحت مراقبتي أن أقوم له بعمل خاص ؛ يتمثل في مجموعة من الحسابات التي تهم نسبة تقدم الأشغال ؛ كميات الأشغال المنجزة من طرف المقاولة ، والذي أنا مكلف من طرف الدولة بمراقبة هذه الحسابات والمصادقة عليها ، ولست مكلف بإنجازها الحسابات .
مع العلم أني أقوم بهذا العمل الخاص في أوقات خارج نطاق العمل ، ولا أستعمل أدوات العمل كالحاسوب ، الأوراق ، وكما أني أقوم بمراقبة المشروع بطريقة عادية كأي مشروع آخر. ، ولا أميز هذه المقاولة بأي إمتيازات ، وإنما أعمل بالطريقة الصحيحة والقانونية ، وكما أني لم أقم بالتأثير على المقاولة من أي جانب قصد القيام بهذه الحسابات ، بل على العكس هو الذي ألح على للقيام بذلك بغية ربح الوقت ، وكما أنه مضطر أصلا إلى القيام بهذه الحسابات عند تقني مختص مقابل مبلغ معين ، وأراقبها أنا في الأخير
سؤالي هو: ما حكم القيام بهذه الأعمال الخاصة ؟ وأخذ الأجر عليها ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا يجوز للمراقب على حسابات مشروعٍ ما ، أن يتولى القيام بحسابات المشروع بنفسه ، ولو كان يقوم بها خارج ساعات الدوام ؛ لسببين :
الأول :
من غير المقبول أن يكون هناك علاقة مالية بين المراقب والمقاول ، ولو كانت هذه العلاقة متعلقة بعمل خارج نطاق المشروع ، لأن هذه العلاقة من شأنها أن تفسد سلطة المراقب ، وقيامه بمهمته ، وتجعله يراعي رضا المقاول ومودته ، فيميل معه ، ويحابيه في العمل على حساب الحق ، إذ كيف يراقب على مقاول ، في حين أنه يستفيد منه ماديا ؟! .
فكيف إذا كان سيتولى بنفسه القيام بالأعمال التي يجب أن تخضع لرقابته ؟!
لا شك أن احتمال الإخلال بالأمانة في هذه الحال أشد ، وقد جاءت الشريعة بتوقي الشبهات ، وسد الذرائع ، وأبواب الفساد والفتن ؛ ومن وقع في الشبهة ، وقع في الحرام .
الثاني :
بم يستحل الموظفُ الراتبَ الذي يأخذه على رقابة حسابات مشروع لم يخضع للرقابة في الواقع ؟!
ولا يصح له أن يقول : قد راقبت نفسي وأعدت النظر في الحسابات ، كرات ومرات ؛ لأن عين الرقيب على عمل غيره ، أبصر بمواقع الخلل من مراقبة الرجل على نفسه ، ولأجل هذا جعل المراقبون ، بل إن بعض الحاذقين في أعمالهم ، لا يطمئن إلا إذا راقب عمله وراجعه غيره ، ولو كان دونه في الحذق والمهارة ، وهذا أمر معلوم .
فاحرص ، يا عبد الله ، على طيب المكسب ، فإن كل إنسان سوف يُسأل يوم القيامة عن ماله: من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه ؟
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android