أحيانا اضطر أن أكذب ؛ وذلك بسبب مشكلة في النطق لدي وهي صعوبة النطق ، واحتباس للكلام ، علما بأم الاحتباس لا يأتي إلا عندما أتحدث مع الناس فقط ، ومع البعض يختفي تماما
فهل أذنبت بكذبي هذا ؟
الكذب بسبب صعوبة النطق
السؤال: 240561
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
عدم القدرة على النطق ، أو اضطرابه : عرض طبي معروف من أعراض ما يسمى بالرُّهَاب الاجتماعي Social Phobia أو ما يسمى باضطراب القلق الاجتماعي Social Anxiety Disorder ، وهذا الاضطراب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا ، ويظهر في صورة خوف ، أو قلق ، شديدين عند الحديث أمام الغرباء ، أو ممارسة أي نشاط في حضورهم .
وعادة ما يلجأ المبتلى بهذا الاضطراب إلى الكذب ، فيما يتعلق بالسبب وراء صعوبة نطقه ، أو احتباس كلامه ، تحرجا من الغرباء ، ورغبة منه في ستر هذا الداء .
وعلاج هذا الاضطراب وما يترتب عليه من أعراض له مسالك معروفة عند الأطباء :
منها : العلاج المعرفي السلوكي CBT ، وهي جلسات كلامية يقوم بها طبيب نفسي ، أو متخصص في علم النفس العلاجي ، يتم فيها تغيير السلوكيات السلبية ، من خلال تحليل ومناقشة الأفكار السلبية ، وما يترتب عليها من مشاعر سلبية ؛ ذلك بأن مدار صحة الإنسان النفسية على هذه المحاور الثلاثة : الأفكار ، وما يترتب عليها من مشاعر ، وما يترتب عليهما من سلوك .
ومنها : العلاج الاسترخائي ، وهو عبارة عن مجموعة من تمارين التنفس والاسترخاء ، التي تساعد على الهدوء ، والتقليل من حدة القلق ، وآثاره المتعلقة بانقباض العضلات وتشنجها ، وهذا العلاج من الوسائل الفعالة جدا في التخلص من أعراض اضطراب القلق الاجتماعي .
ومنها : العلاج الدوائي ، وذلك بالمداومة على صنف من أصناف مضادات الاكتئاب – التي هي مضادات للقلق كذلك – تحت إشراف طبيب مختص .
ثانيا :
الواجب شرعا – والحالة هذه – أن تأخذ بأسباب علاج هذا الاضطراب ، وأن تسعى فيها بكل قوتك ، لأن الكذب على خلفية هذا الاضطراب من الممكن أن تتحكم فيه أحيانا ، ومن الممكن أن يتحكم هو فيك أحيانا أخرى ، ولا سبيل – بعد فضل الله ورحمته – للتخلص من هذه الأعراض السلبية إلا بالعلاج على الوجه الذي سبق ذكره ، ومجاهدة النفس على ترك الكذب في أمرك كله .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب