تنزيل
0 / 0

ما صحة حديث : ( مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي ) ؟

السؤال: 240640

من فضلكم دلونا ما هو الأصح ، والقول المحقق في درجة الحديث التالي :
( من زار قبري وجبت له شفاعتي) ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

روى الدارقطني (2695) ، والبيهقي في ” الشعب ” (3862) من طريق مُوسَى بْن هِلَالٍ
الْعَبْدِيّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ
زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي) .
وموسى بن هلال هذا لا يعرف ، قال أبو حاتم: مجهول ، وقال العقيلي: لا يتابع على
حديثه.
وقال الذهبي :
” وأنكر ما عنده: حديثه عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر – مرفوعاً: (من
زار قبري وجبت له شفاعتي) ” انتهى من ” ميزان الاعتدال ” (4/ 226) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في “لسان الميزان” (6/ 135):
” قال ابن خزيمة في صحيحه في باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ” إن
ثبت الخبر ؛ فإن في القلب منه ” ، ثم رواه عن موسى بن هلال عن عبيد الله بن عمر عن
نافع عن ابن عمر رضى الله عنه به وقال : ” أنا أبرأ من عهدته ، هذا الخبر من رواية
الأحمسي أَشْبَه ؛ لأن عبيد الله بن عمر أجل وأحفظ من أن يروى مثل هذا المنكر ، فإن
كان موسى بن هلال لم يغلط في من فوق أحد العمرين ، فيشبه أن يكون هذا من حديث عبد
الله بن عمر فأما من حديث عبيد الله بن عمر فأنى لا أشك أنه ليس من حديثه ” .
هذه عبارته بحروفها ، وعبد الله بن عمر العمرى ـ بالتكبير ـ : ضعيف الحديث، وأخوه
عُبيد الله بن عمر ـ بالتصغير ـ : ثقة حافظ جليل.
وقد رواه الدولابي في الكنى ، قال : حدثنا علي بن معبد بن نوح قال حدثنا موسى بن
هلال قال حدثنا عبد الله بن عمر العمرى ، أبو عبد الرحمن أخو عبيد الله ، عن نافع
عن ابن عمر فذكره .
فهذا قاطع للنزاع ، من أنه عن المكبر ، لا عن المصغر ؛ فإن المكبر هو الذي يكنى أبا
عبد الرحمن .
ولما ذكره العقيلي في الضعفاء ، أورد هذا الحديث عن محمد بن عبد الله الحضرمي ، عن
جعفر بن محمد ، عن موسى بن هلال عن عبيد الله بن عمر به ، وقال: لا يصح .
وفي أسئلة البرقاني : أنه سأل الدارقطني عن موسى بن هلال ، فقال: هو مجهول ” انتهى
.
فبان بذلك أن للحديث علتين :
أولا : موسى بن هلال : مجهول .
ثانيا: الصحيح أنه من روايته عن عبد الله بن عمر المكبر ، لا عن أخيه عبيد الله ،
وعبد الله المكبر ضعيف الحديث ، ضعفه ابن معين ، والنسائي ، والبخاري ، وابن سعد ،
وابن حبان ، وغيرهم .
انظر: “التهذيب” (5/327) .
وقال البيهقي :
” وَسَوَاءٌ قَالَ : عُبَيْدُ اللهِ ، أَوْ عَبْدُ اللهِ ؛ فَهُوَ مُنْكَرٌ عَنْ
نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ؛ لَمْ يَأْتِ بِهِ غَيْرُهُ ” انتهى من ” شعب الإيمان ”
(6/ 52) .

ورواه البزار – كما في ” كشف
الأستار ” (2/ 57) من طريق عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ زَارَ قَبْرِي حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي) .
قَالَ الْبَزَّارُ: ” عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ : لَمْ يُتَابَعْ عَلَى
هَذَا، وَإِنَّمَا يُكْتَبُ مَا يَتَفَرَّدُ بِهِ .” انتهى.
وهو متهم ، نسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث ، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا
يتابع عليه ، وقال الدارقطني: حديثه منكر ، قال الحاكم: عبد الله يروي عن جماعة من
الضعفاء أحاديث موضوعة .
” ميزان الاعتدال ” (2/ 388) .
وعبد الرحمن بن زيد متروك متهم أيضا ، قال الطحاوي: حديثه ، عند أهل العلم بالحديث
: في النهاية من الضعف ، وقال الحاكم ، وأبو نعيم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة ،
وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه .
” تهذيب التهذيب ” (6/ 179) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله :
” أَحَادِيث زِيَارَةِ قَبْرِهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ ، لَا
يُعْتَمَدُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا فِي الدِّينِ؛ وَلِهَذَا لَمْ يَرْوِ أَهْلُ
الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ شَيْئًا مِنْهَا، وَإِنَّمَا يَرْوِيهَا مَنْ يَرْوِي
الضِّعَافَ ، كالدارقطني وَالْبَزَّارِ وَغَيْرِهِمَا ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ”
(1/ 234) .
وقال أيضا رحمه الله:
” (مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي) هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ
الدارقطني ، فِيمَا قِيلَ ، بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ، وَلِهَذَا ذَكَرَهُ غَيْرُ
وَاحِدٍ مِنْ الْمَوْضُوعَاتِ، وَلَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكُتُبِ
الْمُعْتَمَدِ عَلَيْهَا ، مَنْ كُتُبِ الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ وَالْمَسَانِيدِ ” .
انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (27/ 25) .
وقال ابن عبد الهادي رحمه الله:
” هذا حديث غير صحيح ، ولا ثابت ، بل هو حديث منكر عند أئمة هذا الشأن ، ضعيف
الإسناد عندهم ، لا يقوم بمثله حجة ولا يعتمد على مثله عند الاحتجاج إلا الضعفاء في
هذا العلم ” انتهى من ” الصارم المنكي ” (ص 21).
وضعفه النووي في “المجموع” (8/272) .
وقال الذهبي : ” حديث منكر “انتهى من ” تاريخ الإسلام ” (11/212) .
وقال الألباني في ” ضعيف الجامع ” (5607) : ” موضوع ” .
وينظر جواب السؤال رقم : (2534) .
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android