0 / 0

كيف تتصرف مع زوجها ؟

السؤال: 241889

أنا متزوجة منذ 17 سنة من رجل ملتزم خلوق ، ويساعد الناس ، وطيب القلب ، ويعمل في الدعوة ، ويحافظ على الصلاة ، وقد كنت على الدوام أنظر إليه بأنه رجل قدوة ، وهي الصورة التي أريد أن أحافظ عليها له طوال حياتي ، ولكن حدثت مشكلة قبل سنتين جعلتني أعيش في معاناة حقيقية ، فلدينا 3 أطفال؛ البنت الكبرى عمرها 16 سنة ، وابننا الثاني عمره 14 سنة ، ويحفظ القرآن ، والبنت الصغرى عمرها 9 سنوات ، والمشكلة بدأت عندما أخبرتني ابنتي الصغرى أن والدها على مدار عدة أسابيع كان يمسك يدها ويضعها على موضع عورته من فوق ملابسه ، ثم يطلب منها أن تضغط بيدها عليه ، حيث كان يستغل فرصة بقائها معه أثناء انهماكي في عمل المنزل ، وما إن علمت حتى واجهته بالأمر ، فاعتذر عن فعلته ، وأخبرني أنه لا يدري ما الذي حدث له ، وأقسم على القرآن أن لا يعود لذلك مرة أخرى ، وعلى الرغم من مسامحتي له إلا إنني لا أستطيع تخطي الأمر أو نسيانه ، فكل ما أفكر فيه هو حماية ابنتي وإبقائها بعيداً عنه حيث أبقيها عند جدها وجدتها وبالفعل أجد صعوبة أن تعود الحياة إلى طبيعتها ، فأنا لا أستطيع نسيان ما فعل ، فنحن ملتزمون ، وأنا ألبس النقاب ، ولكن زوجي فعل فعلته هنا في المنزل ، وهذا الأمر يجعلني دائمة البكاء ، فما هي نصحيتكم ؟ كيف يمكنني التعامل مع هذه المشكلة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الظاهر من ملابسات هذا التصرف أنه أمر عارض طاريء على زوجكِ ، ذلك بأنه لو كان سلوكا راسخا مستقرا فيه لأوشك أن يتعدى حدوده لما هو أكثر من الفعل المذكور مع ابنتكم الصغرى ، أو لربما تعدى كذلك ليظهر مع ابنته الكبرى .

وبناء على ما نرجو من أن يكون أمرا عارضا على خلقه وسلوكه ، فينبغي التأمل بدقة في ملابسات هذه الفترة واحتياجات زوجك العاطفية والجسدية فيها ، لأن افتقاد الرجل للإشباع العاطفي أو الجسدي ، مع ضعف مراقبته لله أثناء هذا الافتقاد : ربما أدى به إلى التماس ما يشبع عاطفته ، أو شهوته ، من الحرام المتاح له آنذاك .

والظن بزوجك ، بحكم صلاحه واشتهاره بالدين والخلق بين الناس : أنه يصعب عليه أن يلتمس هذا الحرام من خلال امرأة أجنبية أو مشاهدة الأفلام الإباحية مثلا ، فغالب الظن أن ما وقع له مع ابنتك وقع عرضا ، في لحظة شهوة وغفلة منه .

ومما يؤكد جريان الأمر على هذا النحو أنه أقر وأقسم على عدم تكرار هذا مرة وأخرى ، وكان مما قال : إنه لا يدري ما الذي حدث له ؟

ونصيحتنا لكِ أختنا الفاضلة .
أن تنظري في حال زوجك بعد ما حدث منه ما حدث، وقبل ذلك أيضا .
فإن كنت تعلمين من حاله الاستقامة فيما سبق ، وحسن الإنابة والتوبة إلى الله ، وأنها كانت هفوة وزلة ، ندم عليها ، وأناب : فعودي إلى ما كان بينكما من العشرة بالمعروف ، وجاهدي نفسك على ذلك ، ولا تجعلي هذا السلوك العارض على دينه وخلقه حاجزا معكرا لصفو حياتكما الزوجية .

ولا بأس أن تجري معه نقاشا هادئا لمعرفة الملابسات النفسية التي أحاطت به هذه الفترة ، وعلاجها ، واتخاذ التدابير الواقية من تكرار حدوثها ، إن كنت ترين أن مثل هذا النقاش : ممكن بينكما ، ومفيد ـ أيضا ـ لكما .

ولو بقي هذا الحاجز النفسي الحائل دون استمرار حياتكما على طبيعتها فننصح باستشارة أخصائي نفسي متخصص فيما يسمى بالاستشارات الزوجية Couples counselling ، لما في ذلك من كشف لمواطن الخلل الدقيقة ومعالجتها بشكل عملي فعال .

ومن طرفك : فلا حرج عليك في أن تكوني يقظة لحال بيتك ، وحال بناتك ، وسد المنافذ على الشيطان ، أن يوقع زوجك في مثل ذلك مرة أخرى ، واتخاذ التدابير التي تحول دون تمكن زوجك من مثل ذلك ، لو سول له الشيطان .

والنصيحة لك كذلك بأن تعلمي بناتك – سلمهن الله – التعامل الصحيح مع مثل هذه المواقف ، بردود الأفعال الحازمة السريعة مقابل لمس أحد الأقرباء أو الغرباء لمحل العورات من أجسادهن ، أو مقابل طلب أحدهم لذلك منهن ، وذلك بالابتعاد الفوري عن هذا الشخص ، ورفع الصوت بطلب النجدة إذا تطلب الأمر ، ثم الإخبار المباشر لأحد الكبار من الأولياء أو الأوصياء عن هذا السلوك للتعامل الحازم مع صاحبه .

وبذلك يتم تجنب استمرار هذه السلوكيات المشينة وتكرارها ، ويتسنى لنا التعامل الحازم مع مقترفيها وأصحابها .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android