0 / 0
17,73611/04/2017

دخول صفحات وقنوات أبراج الحظ للرد عليهم

السؤال: 241926

ما حكم دخول صفحات الفيس وقنوات الأبراج على اليوتيوب (حظك اليوم) ، وذلك للرد عليهم فقط ، بأن هذا شرك وخرافات ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا يجوز للمسلم أن يأتي العرافين، أو يستمع إليهم، ولو لم يصدقهم فيما يدعونه من علم الغيب ؛ لما روى مسلم (2230) عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ:مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً.
أما إن صدقهم بما يقولون ، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
روى الإمام أحمد (9536) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ  وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (5939) .
قال النووي رحمه الله :
" قال العلماء : إنما نهي عن إتيان الكهان لأنهم يتكلمون في مُغَيَّبات قد يصادف بعضها الإصابة ، فيخاف الفتنة على الإنسان بسبب ذلك ، لأنهم يلبسون على الناس كثيراً من أمر الشرائع ، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن إتيان الكهان وتصديقهم " انتهى من " شرح النووي " (5/22).

ثانيا :
التنجيم : هو ربط الحوادث الأرضية بالنجوم، والاستدلال على ما يحدث فيها بالأحوال الفلكية .
ومن أنواعه : ما يسمونه " أبراج الحظ " وأن المولود في البرج الفلاني سيكون سعيدا ، والمولود في البرج الفلاني سيكون تعيسا، وما يذكرونه من اختلاف طبائع الناس وأمزجتهم حسب اختلاف أبراجهم .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله معلقا على قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد ) :
" المراد به هنا علم النجوم الذي يستدل به على الحوادث الأرضية ; فيستدل مثلا باقتران النجم الفلاني بالنجم الفلاني على أنه سيحدث كذا وكذا ، ويستدل بولادة إنسان في هذا النجم على أنه سيكون سعيدا ، وفي النجم الآخر على أنه سيكون شقيا ; فيستدلون باختلاف أحوال النجوم على اختلاف الحوادث الأرضية ، والحوادث الأرضية من عند الله ، قد تكون أسبابها معلومة لنا ، وقد تكون مجهولة ، لكن ليس للنجوم بها علاقة " انتهى من " القول المفيد " (1/519) .
وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (27/203) :
" أبراج الحظ يحرم نشرها والنظر فيها وترويجها بين الناس ، ولا يجوز تصديقهم ، بل هو من شعب الكفر والقدح في التوحيد ، والواجب الحذر من ذلك، والتواصي بتركه ، والاعتماد على الله سبحانه وتعالى ، والتوكل عليه في كل الأمور " انتهى .
وينظر جواب السؤال (2538) . (147232) .

ثالثا :
إذا قُدّر أن رجلا عنده من العلم ما يمكنه من نصح هؤلاء العرافين والدجالين ، فتواصل معهم ، أو أتاهم في أماكنهم ، لينكر عليهم ، ويبين لهم حكم الشرع فيما يفعلون ، لم يكن ذلك إتيانا محرما ؛ بل هو مشروع، مأمور به في حق القادر عليه ، إما وجوبا ، وإما استحبابا ، أيا كانت وسيلة التواصل معهم .
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن سؤال العراف على أقسام ، وذكر منها :
"… القسم الرابع : أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه ، فيمتحنه في أمور ، وهذا قد يكون واجبا أو مطلوبا .
وإبطال قول الكهنة لاشك أنه أمر مطلوب ، وقد يكون واجبا ؛ فصار السؤال [أي : إتيان الكهان وسؤالهم] هنا ليس على إطلاقه ، بل يفصل فيه هذا التفصيل على حسب ما دلت عليه الأدلة الشرعية الأخرى " انتهى من "القول المفيد" (2/49) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" وأما إن كان يسأل المسئول ليمتحن حاله، ويختبر باطن أمره، وعنده ما يميز به صدقه من كذبه: فهذا جائز، كما ثبت في الصحيحين : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ابن صياد فقال: ما يأتيك؟ فقال: يأتيني صادق وكاذب . قال: ما ترى؟ قال: أرى عرشا على الماء . قال: فإني قد خبأت لك خبيئا . قال: الدخ الدخ . قال: اخسأ فلن تعدو قدرك ، فإنما أنت من إخوان الكهان ) " انتهى من " فتاوى ابن تيمية " (19/62) .

فالإنكار على هؤلاء المنجمين مطلوب من القادرين عليه ، بكل وسيلة ممكنة سواء كان في صفحات التواصل الاجتماعي أو اليوتيوب أو غيرها .

لكن إن رأى المحتسب أن إنكاره مغمور وسط بحر من التعليقات الكثيرة ، ولا يؤبه له ، ولا يحصل به المقصود ، كما هو الغالب في مثل هذه الصفحات ، فالمشروع له: أن يحفظ وقته وإيمانه بالبعد عن هذه المواطن ، لفوات المصلحة بدخول هذه الصفحات ، وغلبة الظن بعدم النفع بقوله ، ولو بمجرد إقامة الحجة عليهم ، وحتى لا يحصل مقصود هؤلاء بكثرة المتابعين لهم وانتشار صفحاتهم ، وافتتان الجهال بهذه الكثرة في الترويج لهم .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الاسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android