0 / 0

تعاني من ” رهاب الجماع “.

السؤال: 241951

عندي صديقة ، طيبة القلب ، تزوجت منذ ثمان سنوات برجل صالح ، ولكنهما لم يمارسا ما يمارسه الزوجان ، أي أنهما لا يقتربان من بعض على الإطلاق ، والسبب أنها تخاف من ممارسة العملية الجنسية ، ولقد طلبت من زوجها في الأيام الأولى أن لا يمسها ، وبدأت بالبكاء ، فما كان منه إلا أن بقي بعيداً عنها طيلة هذه المدة ؛ لأنه لا يريد أن يقيم علاقة بالقوة ، ولا يريد أن يجلب لها الحزن فهو يحبها غاية الحب ، وهي تحبه أيضاً .
وأصبح الجميع في العائلة يستغرب عدم إنجابهما حتى الآن. وهي تعلم جيداً أن الأطفال نعمة عظيمة ، وأن الإسلام يشجع على الإنجاب ، وأن الله قد لا يرضى صنيعها هذا ، ومجافاتها لزوجها ، فما نصيحتكم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الخوف غير المبرر من العلاقة الجنسية بين الزوجين عرض طبي معروف من أعراض ما يسمى برهاب الجماع Genophobia ، وهو اضطراب نفسي يظهر في صورة خوف وقلق شديدين ، مع تسارع في ضربات القلب وضيق في التنفس وتشنج في عضلات الجسد عند التعرض لسياق العلاقة الجنسية بين الزوجين .

ومن الممكن أن تكون هذه المخاوف نتيجة سماعها في طفولتها عن الاعتداءات الجنسية أو التحرش ، أو تكون بسبب أفكار وسواسية قهرية تتعلق برؤية المرأة لنفسها في هذا السياق ، على صورة قبيحة أو هيئة منفرة ، أو تكون بغير سبب واضح ملموس .

وعلاج هذا الاضطراب وما يترتب عليه من أعراض له مسالك معروفة عند الأطباء :

منها :
العلاج المعرفي السلوكي CBT ، وهي جلسات كلامية يقوم بها طبيبة نفسية ، أو متخصصة في علم النفس العلاجي ، يتم فيها تغيير السلوكيات السلبية من خلال تحليل ومناقشة الأفكار السلبية ، وما يترتب عليها من مشاعر سلبية ؛ ذلك بأن مدار صحة الإنسان النفسية على هذه المحاور الثلاثة ؛ الأفكار ، وما يترتب عليها من مشاعر ، وما يترتب عليهما من سلوك .

ومنها :
العلاج الاسترخائي ، وهو عبارة عن مجموعة من تمارين التنفس والاسترخاء ، التي تساعد على الهدوء ، والتقليل من حدة القلق ، وآثاره المتعلقة بانقباض العضلات وتشنجها ، وضيق التنفس وغيرها ، وهذا العلاج من الوسائل الفعالة جدا في التخلص من أعراض رهاب الجماع .

ومنها :
العلاج الدوائي ، وذلك بالمداومة على صنف من أصناف مضادات الاكتئاب – التي هي مضادات للقلق كذلك – تحت إشراف طبيبة مختصة .

وعليه : فينبغي على زوجها – جزاه الله خير الجزاء على تفهمه لخوفها ، والترفق بها – أن يأخذ بأسباب علاجها ، وذلك بإقناعها بضرورة الرجوع لطبيبة مختصة في هذا الباب ، تحصيلا منهما لمقاصد النكاح من العفاف والذرية الصالحة ، وغيرهما من أنواع القربات المترتبة على هذا الميثاق الغليظ .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android