0 / 0

حلف أن فلانا لن يأتي – بناء على غلبة ظنه – ، فأتى ، فهل عليه كفارة ؟

السؤال: 245808

وعدنا جدي أن يقوم بزيارة في الثامنة مساءً ، فلما تخطت الساعة الثامنة والنصف قلت ﻹخوتي: ” والله لن يأتي ” ليس يقيناً ، بل يأسا من قدومه ، فهل علي كفارة يمين ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إذا قال الشخص : ” والله لن يأتي فلان ” ، وكان حلفه ذلك بناءً على غلبة ظنه ، أنه لن يأتي ، ثم جاء فلان ، فإنه لا كفارة عليه ولا إثم ؛ لأنه إنما حلف معتقداً ، أو ظاناً ، صدق يمينه .

جاء في ” الشرح الممتع ” للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (15/133-134) :
” لو أن رجلاً حلف على أمر مستقبل : أنه سيكون ، بناء على غلبة ظنه ، ثم لم يكن :
فعلى المذهب : هي يمين منعقدة ، تجب فيها الكفارة إذا تبين الأمر بخلافه؛ لأنها على مستقبل.
فإذا قال بناء على ظنه : والله ليأتين زيدٌ غداً ، على اعتبار أن زيداً سيأتي ، فمضى غد ولم يقدم زيد ، فالمذهب : أن عليه الكفارة ؛ لأن هذه اليمين منعقدة على مستقبل ممكن ، ولم يكن .

وعلى ما ذهبنا إليه : فليس عليه كفارة ؛ لأن هذا الرجل بار في يمينه ؛ لأنه لم يزل ، ولا يزال يقول : حلفت على ما أعتقد ، وهذا اعتقادي. وأما كونه يقع على خلاف اعتقادي ، فهذا ليس مني .
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : أن من حلف على أمر مستقبل بناء على ظنه ، ثم لم يكن ، فليس عليه كفارة ” انتهى .

وقال رحمه الله – أيضاً – :
” وأما من حلف على شيء بناء على غلبة الظن ، فتبين أنه على خلاف ظنه ، فلا بأس في ذلك .
مثل : أن يحلف أن هذا الشيء قد كان ، بناء على ظنه ، ثم يتبين أنه لم يكن ، فإنه ليس عليه في ذلك إثم ؛ لأنه إنما حلف على ظنه ، وهو في حال حلفه صادق فيما يغلب على ظنه .
ومثل ذلك : لو قال : والله ليقدمن فلان غدا ، أي ليقدمن من السفر غدا ، بناء على ظنه ثم لا يقدم ، فإنه لا شيء عليه على القول الراجح ، أي لا إثم عليه ولا كفارة ؛ وذلك لأنه إنما حلف على ظنه ” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” لابن عثيمين .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الاسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android