تنزيل
0 / 0
47,79425/06/2016

شرح الحديث المتواتر والمستفيض والعزيز والغريب .

السؤال: 245862

هل يشترط للحديث المتواتر تعدد الطرق ، أم إن طريقا واحدة تكفيه إن كثر رواته الذين يمتنع تواطؤهم علي الكذب ؟
وهل يشترط في الحديث المشهور أو العزيز أو الغريب أن يكون الثلاثة رواه فأكثر مالم يبلغ حد التواتر أو الراويان أو الراوي علي الترتيب من الصحابة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الحديث المتواتر هو: ما رواه جمع تحيل العادة تواطأهم على الكذب ، أو صدوره منهم
اتفاقا من غير قصد ، ويستمر ذلك في كل طبقة من طبقات السند، ويكون مرجعه إلى الحس ،
من مشاهَد أو مسموع أو نحوهما .
قال القاسمي رحمه الله في ” قواعد التحديث ” (ص 146):
” المتواتر: ما نقله من يحصل العلم بصدقهم ضرورة، بأن يكونوا جمعًا لا يمكن تواطؤهم
على الكذب على مثلهم، من أوله إلى آخره؛ ولذا كان مفيدًا للعلم الضروري ، وهو الذي
يضطر إليه الإنسان بحيث لا يمكنه دفعه ، ويجب العمل به من غير بحث عن رجاله، ولا
يعتبر فيه عدد معين في الأصح ” انتهى .

ومعنى : لا يشترط فيه عدد
معين : أنه لا يتقيد المتواتر بأن يكون هو الذي رواه : أربعة ، أو خمسة ، أو عشرة ،
فليس هناك عدد محدد يحصل به التواتر ، وما دونه لا يحصل به ، بل الواجب أن يتحقق “العدد
الكثير” الذي تحصل به صفة التواتر .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه
الله :
” إِذا جَمَع هذهِ الشروطَ الأربعةَ، وهي:
1- عددٌ كثير أحالت العادة تواطؤَهم، أو توافُقَهم، على الكذب.
2- رووا ذلك عن مِثْلِهِم من الابتداءِ إلى الانتهاءِ.
3- وكان مُسْتَنَدُ انْتِهائِهم الحِسَّ.
4- وانْضافَ إلى ذلك أَنْ يَصْحبَ خبرَهم إفادةُ العلمِ لِسامِعِهِ.
فهذا هو المتواتِرُ ” انتهى من ” نزهة النظر ” (ص 196)

فمن شروط المتواتر: تعدد
طرقه ، أما الطريق الواحد ، وإن صح : فلا يثبت به التواتر ، إذ لا بد من تعدد
الرواة في كل طبقة من طبقات السند – حتى طبقة الصحابة – تعددا تمنع العادة تواطأهم
على الكذب ، أو تواردهم على الوقوع في نفس الغلط .

ولا بد أن يعلم أن المتواتر
قسمان : لفظي ، ومعنوي .
قال القاسمي رحمه الله :
” المتواتر قسمان: لفظي وهو ما تواتر لفظه، ومعنوي وهو ما تواتر القدر المشترك فيه.
وللأول أمثله كثيرة منها حديث: (من كذب عليَّ متعمدًا … ) رواه نحو المائتين
وحديث الحوض، رواه خمسون ونيف وحديث المسح على الخفين رواه سبعون، وحديث رفع اليدين
في الصلاة رواه نحو الخمسين .
وللثاني أمثلة أيضًا، فمنه: أحاديث رفع اليدين في الدعاء، فقد رُوي عنه -صلى الله
عليه وسلم- نحو مائة حديث فيه رفع يديه في الدعاء، لكنها في قضايا مختلفة، فكل قضية
منها لم تتواتر، والقدر المشترك فيها، وهو الرفع عند الدعاء تواتر باعتبار المجموع
” .
انتهى من ” قواعد التحديث ” (ص 146) .

ثانيا :
أما المشهور : فهو ما رواه ثلاثة فأكثر، ما لم يبلغ التواتر ، وذلك في كل طبقة من
طبقات السند أيضا، بما في ذلك طبقة الصحابة.
قال الحافظ ابن حجر :
” الْمَشْهُورُ مَا لَهُ طُرُقٌ مَحْصُورَةٌ بِأَكْثَرَ مِنَ اثْنَيْنِ، وَلَمْ
يَبْلُغْ حَدَّ التَّوَاتُرِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِوُضُوحِهِ، وَسَمَّاهُ جَمَاعَةٌ
مِنَ الْفُقَهَاءِ الْمُسْتَفِيضَ لِانْتِشَارِهِ، مِنْ فَاضَ الْمَاءُ يَفِيضُ
فَيْضًا ” .
انتهى من ” تدريب الراوي ” (2/ 621) .
وانظر : “التذكرة” لابن الملقن (17) ، “التوضيح” للسخاوي (ص 49) .
وقال د. محمود الطحان :
” المشهور اصطلاحًا: ما رواه ثلاثة فأكثر -في كل طبقة- ما لم يبلغ حد التواتر”
والمشهور غير الاصطلاحي:
يقصد به ما اشتهر على الألسنة من غير شروط تعتبر؛ فيشمل:
أ- ما له إسناد واحد.
ب- وما له أكثر من إسناد.
ج- وما لا يوجد له إسناد أصلا ” .
انتهى من ” تيسير مصطلح الحديث ” (ص 30) ، وينظر : ” قواعد التحديث ” (ص 124) .
ثالثا :
أما الغريب : فهو ما رواه راوٍ واحد فقط ، إما في كل طبقة من طبقات السند ، وإما في
بعض طبقاته ، ولو طبقة واحدة .
” تيسير مصطلح الحديث ” (ص 27) .

فإذا حصلت الغرابة في طبقة
واحدة فهو غريب نسبي ، وإذا حصلت في أصل السند ، وهي طبقة الصحابة ، فهو غريب مطلق
.

وأما العزيز: فقال الحافظ
ابن حجر :
” صورة العزيز : ألا يرويَهُ أقلُّ مِن اثْنَيْنِ عَنْ أقلَّ مِنَ اثْنَيْنِ ” .
انتهى من ” نزهة النظر” (ص 53) .
وقال محمود الطحان : “العزيز اصطلاحاً : أن لا يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات
السند” انتهى من ” تيسير مصطلح الحديث ” (ص 25) .

وبهذا يتبين أن ما اصطلح
العلماء عليه من شروط في الإسناد حتى يكون الحديث متواترا أو مشهورا أو عزيزا أو
غريباً : أن ذلك ينطبق على جميع طبقات السند، بما في ذلك طبقة الصحابة ، فالمتواتر
يشترط فيه أن يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة كثيرة من الصحابة .
والمشهور يشترط أن يرويه أكثر من اثنين من الصحابة .
والعزيز يشترط أن يرويه -ولو في طبقة واحدة من الإسناد- راويان اثنان فقط ، ولو
كانا من الصحابة .
والغريب يشترط فيه أن يرويه راوٍ واحد فقط ، ولو كان ذلك الراوي من الصحابة ، ثم
أخذه عنه جماعة .

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android