كان لي استفسار عن قيام الساعة في يوم الجمعة : هل سيكون يوم الجمعة في مختلف البلدان أم المقصود بلد واحد كمكة ؟ ، علما بأن الساعات تختلف بين بلد وآخر ، حتي قد يختلف إلى أربعة عشر ساعة فيكون بالتوقيت في بلد ما يوم الاثنين وفي الآخر الأحد ، هذا السؤال لمعرفة الرد على الملحدين على هذه الشبهة.
كيف تقوم الساعة يوم الجمعة ، ويوم الجمعة يختلف باختلاف الأقطار والبلدان ؟
السؤال: 245927
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
تقوم الساعة يوم الجمعة ، وهو يوم واحد في كل العالم .
روى النسائي في ” السنن ” (3/ 127) ، وابن حبان في “صحيحه” ( 2772 ) ، والحاكم في ” المستدرك ” (1030 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُهْبِطَ ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تُصْبِحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُصِيخَةً ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ؛ شَفَقًا مِنْ السَّاعَةِ ، إِلَّا ابْنَ آدَمَ ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا مُؤْمِنٌ ، وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ ، يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا ؛ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ) .
قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، والحديث صححه الألباني في ” إرواء الغليل ” برقم : (773).
وقيام الساعة من أمر الله الذي لا يعلمه على الجلية والتعيين إلا هو سبحانه وتعالى ، وقبيل قيامها يتغير نظام العالم ، من الليل والنهار ، والشمس والقمر ، والنجوم والأفلاك ، ولا يقاس ذلك اليوم بهذه الأيام التي نحياها ، فإنه بقيام الساعة يتغير العالم العلوي والسفلي .
فأمر الساعة أمر عظيم ، وشأن مهيب ، يختلف فيه الحال عما هو عليه الآن ، فليس الزمان كالزمان ، ولا الليل كالليل ، ولا النهار كالنهار ، ولا الأفاك كالأفلاك ، إنه خراب الأرض وزوالها ، وزوال أملاكها وأفلاكها ، وبحارها وجبالها ، فلا يعلم حقيقة الحال يومئذ إلا الله ، وليس علينا إلا الإيمان والتسليم .
بل أدل من ذلك كله : أن التوقيت الذي يوقته الناس سوف يختل أمره ، لأن مبناه على طلوع الشمس وغروبها ، وذلك كله سوف يتغير قبل أن تقوم الساعة :
روى البخاري (3199) ، ومسلم (159) ، واللفظ له ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ : ” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا: ( أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ؟ ) ، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً ، فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي ، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ، ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً ، وَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسَ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَيُقَالُ لَهَا: ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ ، فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا ) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ ؟ ذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام: 158] ) .
فإذا اختل نظام الشمس ، طلوعها وغروبها ؛ فكيف يُتحكم بنظام مبني على حركتها ، وطلوعها ، وغروبها ؛ وحال ذلك كله ، في ذلك الحين : لا يعلمه إلا رب العالمين ، علام الغيوب ؟!
إن على العبد أن يستدرك ما فاته من أمره ، ويتدراك نفسه بالتوبة النصوح إلى الله جل جلاله ، قبل أن يأتي يوم لا تنفع فيه التوبة ، ويسارع إلى ربه بالعمل الصالح ، قبل أن يأتي زمان ، لا ينفع فيه العبد أن يصلح من أمره ، ما أفسده في الزمان الأول .
وانظر جواب السؤال رقم : (8398) .
والله تعالى أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة