تنزيل
0 / 0
10,72821/03/2017

المواظبة على الأذكار المحدثة بدعة

السؤال: 250023

وجدت فتوتين متعارضتين في الظاهر ، فأرجو منكم التوضيح :
ففي الفتوى رقم: (6745) ذكرتم أقوال العلماء أنه لا يجوز إحداث وابتداع أذكار وأدعية معينة لا توجد في الشرع ، وفي الفتوى رقم : (122968) السائل قد أحدث صيغا للاستغفار لم ترد في الشرع ، وأنتم قلتم : إن الاستغفار من الأدعية المطلقة التي لا يشترط فيها صيغة معينة .
فكيف سأفرق بين الأذكار التي تكون صيغتها مطلقة ، أي ليس لها صيغة معينة وبين غيرها ؟
وقلتم له : إنه لا يجوز أن يداوم عليها ، وأن يجعلها وردا ، وما إلى ذلك .
يعني هل يجوز للشخص : أن يبتدع أذكارا معينة متى ما أراد وأن لا يداوم عليها ، وألا يجعلها وردا كمثال : ( الحمد لله خالق الجبال والسموات والارض وخالق الشمس والقمر ) ، أو مثلا ( لا إله إلا الله فاطر السموات والأرض ، رب كل شيء ومليكه ، أنت الأحد ، وأنت الصمد ) ، مثلا أن أقولها عشر مرات اليوم ، وبعد اسبوع أن أقولها عشرين مرة ، وهكذا ، فلو أخذنا بفتوى العلماء في الفتوى الأولى فما أفعله لا يجوز ؛ لأني أحدثت أذكارا لم ترد في الشرع ، وحتى لو لم أدوام عليها ، فلا يجوز لي أن أحدث أذكارا وأدعية معينة ، ولو أخذت بالفتوى الأخرى فإنه يجوز لي أن أحدث وأبتدع ما أردت ، لكن بدون المداومة عليها ، والمواظبة عليها ، فهل هذا صحيح ؟ وماذا لو واظبت وداومت عليها فإنه يعتبر بدعة فهل هذا صحيح ؟
أيد جوابا وافيا .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا تعارض بين الفتويين ، فكلاهما يجعل المنع مختصا بالأذكار التي يداوم عليها
وتتعاهد ، لا مجرد الإتيان بالذكر.
ففي الفتوى رقم 🙁6745) قلنا: ” لايجوز
إحداثُ ذِكرٍ يتعاهده المسلم ، أو يوصي به غيرَه ـ كالأوراد والمأثورات والأدعية
ـ”.
وفيها أيضا نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية : ” ليس لأحدٍ أنْ يَسُنَّ للنَّاسِ نوعاً
من الأذكار والأدعية غير المسنون ، ويجعلها عبادةً راتبةً يواظب الناس عليها كما
يواظبون على الصلوات الخمس ، بل هذا ابتداعُ دينٍ لم يأذن الله به” انتهى.
وهذا عين ما جاء في الفتوى الأخرى التي برقم : (122968)
: ” وبالتأمل فيما ورد في السؤال من أدعية الاستغفار لم نجد فيها ما ينكره الشرع ،
أو يخالف الدين ، فلا حرج على من دعا بها واستغفر ، بشرط ألا يعتقد لها خصوصية أو
فضيلة عند الله ، أو يظن أنها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وألا يجعلها عادة
له ووردا يربطه بساعة معينة من الليل أو النهار ” انتهى.
فلا حرج في دعاء الله تعالى أو ذكره بلفظ لم يرد، ما دام لفظا سليما سائغا، بشرط
ألا يجعله وردا يداوم عليه ، ويتعاهده كتعاهد الأذكار المشروعة ، فيخصص له زمانا أو
مكانا، مضاهاة لما ثبت في الشريعة من ذلك.
فلو قلت مثلا: ” لا إله إلا الله فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أنت الأحد
وأنت الصمد ” فهذا ذكر حسن، لكن لا تخصه بعدد تواظب عليه ، أو تعين له وقتا، كعشر
مرات بعد فجر الخميس مثلا، فإن هذا التخصيص بدعة.
قال الشاطبي رحمه الله في بيان البدعة الإضافية: ” فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في
الدين مخترعة ، تضاهي الشرعية ، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه

ومنها التزام الكيفيات والهيآت المعينة ، كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد ،
واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا، وما أشبه ذلك.
ومنها التزام العبادات المعينة ، في أوقات معينة ، لم يوجد لها ذلك التعيين في
الشريعة ، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان ، وقيام ليلته ” انتهى من “الاعتصام”
(1/ 37 – 39).
فالالتزام يعني المداومة والتكرار.
والله أعلم.

المصدر

موقع الاسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android